شؤون آسيوية –
اليوم السابع من العدوان الإسرائيلي على إيران، لم تقف إيران مكتوفة الأيدي أيضاً حيث ردّت طهران بقوة عبر إطلاق دفعة صاروخية نوعية استهدفت تل أبيب وبئر السبع، ما أسفر عن انفجارات هائلة وأضرار جسيمة في منشآت ومبانٍ، وأكدت من جديد قدرتها على الوصول العميق داخل الأراضي المحتلة.
وفيما يواصل العالم متابعة الموقف الأميركي، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن التدخل العسكري، مفضلاً – حسب تعبيره – الانتظار للحظة المناسبة، في موقف يعكس حالة التردد والارتباك داخل الإدارة الأميركية تجاه دعم تل أبيب.
وفي الوقت الذي تراهن فيه تل أبيب على تدخل أميركي مباشر، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم غير واثقين من التزام واشنطن بدعمهم عسكرياً، رغم إدراكهم أن انضمام الولايات المتحدة قد يختصر أمد المعارك. لكنهم أقرّوا في الوقت نفسه بأن إسرائيل ستستمر وحدها في العدوان إذا اقتضى الأمر.
في المقابل، جاء الرد الإيراني حاسماً؛ إذ حذّر مسؤول إيراني رفيع في تصريح لقناة الجزيرة من أن أي تدخل أميركي مباشر سيُقابل بتحرك فوري من حلفاء طهران، وفي مقدمتهم حزب الله، ما يُنذر بتوسّع رقعة المواجهة إلى ساحات متعددة.
ووفقاً لصحيفة معاريف، فتح جيش الاحتلال تحقيقاً بعد أن استهدفته إيران بصاروخ ذي رأس متفجر أكبر من شهاب-3، يُعتقد أنه من طراز خرمشهر ويزن أكثر من طن من المواد المتفجرة، في تصعيد نوعي يُظهر تطور قدرات الردع الإيرانية.
من جانبه، تعهد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية – بمواصلة عدوانه على إيران، في تحدٍ للمجتمع الدولي ورغبة واضحة في جر المنطقة إلى حرب أوسع.
في السياق ذاته، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن نحو ألفي عائلة إسرائيلية باتت دون مأوى بعد تدمير منازلها نتيجة الضربات الإيرانية، في مؤشر واضح على هشاشة الجبهة الداخلية للاحتلال.
هذا وأعلنت وكالة فارس نقلاً عن الحرس الثوري تنفيذ ضربة دقيقة استهدفت مركز القيادة والمعلومات في جيش الاحتلال، ضمن المرحلة الرابعة عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، باستخدام صواريخ استراتيجية ومسيّرات انتحارية في هجوم مركّب.
وأكد الحرس الثوري أن العملية أظهرت “دقة الاستهداف وتفوق القدرات الاستخبارية”، مشيراً إلى أن “سماء الأراضي المحتلة مكشوفة بالكامل، ولا يوجد ملاذ آمن للجنود أو المستوطنين”، في رسالة تؤكد انهيار منظومة الردع الصهيونية.
وأضاف البيان أن “الكيان الصهيوني يترنّح تحت وطأة الضربات العسكرية والاقتصادية والنفسية”، وأن مرحلة جديدة قد بدأت عنوانها التفوق النوعي لمحور المقاومة وقدرته على فرض معادلات جديدة على الأرض.
المواجهة الحالية لا تعبّر فقط عن ردٍّ عسكري إيراني، بل عن تحوّل استراتيجي في توازن الردع، حيث لم يعد الكيان الصهيوني قادراً على ضمان أمنه أو فرض إرادته دون كلفة باهظة، فيما تظهر إيران أنها مستعدة للذهاب بعيداً في الدفاع عن سيادتها وردع العدوان.