ديمونا مقابل فوردو.. خبير عسكري: طهران تستخدم صواريخ نوعية يصعب اعتراضها

شؤون آسيوية – طهران –

 

ذكر الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن إيران بدأت تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة في ردها على الهجمات الإسرائيلية، ما تسبب في إحداث خسائر كبيرة، وعجز متكرر في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية عن اعتراض هذه الصواريخ.

وأوضح أن إيران اعتمدت على صواريخ انشطارية متقدمة تنشطر إلى عشرات الصواريخ الصغيرة عند اقترابها من الهدف، وهو ما يصعب على الدفاعات الجوية التعامل معها، خاصة حين يحدث الانشطار قرب الموقع المستهدف، كما حدث في مدينة بئر السبع حيث انفجر أحد هذه الصواريخ وتسبب بعشرات الإصابات، وسط تأكيدات بأن الموقع المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية.

وأشار العقيد الفلاحي إلى أن بعض هذه الصواريخ تضم رؤوساً حربية متشظية، كما حدث في إحدى الضربات التي استخدمت خلالها إيران صاروخاً يحتوي على 26 صاروخاً صغيراً، مما أدى إلى انفجارات في مناطق متعددة، وهو ما يشير إلى تطور كبير في نوعية الصواريخ المستخدمة. وأكد أن هذه القدرة الإيرانية تشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل، خاصة في ظل استمرارية فشل أنظمتها الدفاعية.

وفي سياق متصل، لفت الفلاحي إلى أن إيران بعثت برسالة واضحة لإسرائيل من خلال استهداف منطقة بئر السبع القريبة من مفاعل ديمونا، مفادها أن استهداف منشأة “فوردو” النووية الإيرانية قد يقابله استهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلي. ورغم أن إيران لم تصل بعد إلى هذا المستوى من التصعيد، فإن هذه الرسائل تعكس قدرتها وإصرارها على الرد بشكل متناسب. وأضاف أن الضربة للمفاعل الإسرائيلي لا تزال “مؤجلة”، لكنها واردة في حال تطورت المواجهة إلى مستوى غير مسبوق.

وأوضح العقيد الفلاحي أن إيران اعتمدت في البداية على استراتيجية “الإشباع الجوي”، إذ أطلقت أكثر من 200 صاروخ دفعة واحدة باستخدام أنواع قديمة لاستنزاف الدفاعات الإسرائيلية، قبل أن تبدأ باستخدام صواريخ أقل عدداً لكنها أكثر تطوراً. وأشار إلى أن الهجمات الصاروخية تتم من قواعد ثابتة وأخرى متحركة، وأن مديات هذه الصواريخ تتيح لها الوصول إلى أهداف دقيقة داخل إسرائيل.

وأشار أيضاً إلى أن إيران لم تستخدم بعد كامل ترسانتها الصاروخية، حيث لا يزال صاروخ “فتاح 2” – الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر ويعمل بالوقود الصلب – ورقة تهديد محتملة. يتمتع هذا الصاروخ بقدرة على المناورة وتغيير المسار، مما يجعله قادراً على اختراق منظومات الدفاع الجوي والوصول إلى أهداف دقيقة جداً.

وفي الختام، يرى الفلاحي أن إيران رغم عدم خوضها حروباً منذ عام 1988، إلا أنها استثمرت هذه العقود في تطوير قدراتها الصاروخية كسلاح ردع إستراتيجي، في ظل غياب قوة جوية متطورة، وهو ما يجعلها اليوم قادرة على فرض معادلة ردع فعالة أمام إسرائيل، التي كانت تعوّل على ضربة استباقية تؤدي إلى شل قدرة طهران، وهو ما لم يتحقق.

 

المصدر: الجزيرة نت

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *