لغم على الحدود يشعل فتيل المواجهة بين كمبوديا وتايلاند

لغم على الحدود يشعل فتيل المواجهة بين كمبوديا وتايلاند

شؤون آسيوية – إعداد: ديما دعبول –

تصاعد التوتر العسكري بين كمبوديا وتايلاند بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، لتعود إلى الواجهة أزمة حدودية قديمة ظلت كامنة لسنوات.

أسباب النزاع

يعود أصل النزاع إلى خلافات حول ترسيم الحدود بين البلدين، خاصة في المناطق المجاورة لمعبد برايه فيهير ومعابد أخرى في إقليم أودار مينشي.

هذه الخلافات تعود إلى خرائط تعود للعهد الاستعماري الفرنسي في أوائل القرن العشرين، حيث تحتج تايلاند على الحدود المعتمدة دولياً والتي تمنح هذه الأراضي لكمبوديا، رغم حكم سابق لمحكمة العدل الدولية عام 2013 أيد موقف كمبوديا.

تفجرت الأزمة من جديد بعد حادثة وقعت في أواخر أيار، عندما قتل جندي كمبودي بنيران تايلاندية في منطقة حدودية متنازع عليها، ما أدى إلى توتر متصاعد استمر حتى يوليو.

تطورات الاشتباكات

في الثالث والعشرين من تموز، انفجر لغم أرضي أدى إلى إصابة جندي تايلاندي بجروح بالغة، تبع ذلك في الرابع والعشرين من تموز اندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين الطرفين، استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمدفعية والطائرات المسيرة، واتهم كل طرف الآخر ببدء إطلاق النار.

الجيش التايلاندي أعلن تنفيذه ضربات جوية بطائرات مقاتلة استهدفت مواقع عسكرية كمبودية، بينما ردت كمبوديا بإطلاق قذائف وصواريخ على مناطق داخل الأراضي التايلاندية، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

الخسائر والنزوح

أدت المواجهات إلى ما لا يقل عن 16 ضحية، من بينهم جنود ومدنيون، بينما تجاوز عدد الجرحى العشرات.

كما فر أكثر من مئة ألف شخص من المناطق الحدودية، خاصة من الجانب التايلاندي، وتم إعلان عدة مناطق كمناطق عسكرية مغلقة.

المواقف الرسمية

تايلاند

الحكومة التايلاندية المؤقتة أعلنت أنها تحتفظ بحق الدفاع عن سيادتها، ووصفت ما جرى بأنه اعتداء مباشر على أراضيها.

وصرّحت وزارة الدفاع بأن أي توسع كمبودي جديد في المناطق الحدودية سيُواجَه بالقوة.

كما أعلنت إغلاق المعابر الحدودية كافة مع كمبوديا، ودعت المواطنين التايلانديين في كمبوديا إلى العودة فوراً.

كمبوديا

من جهتها، رفضت الحكومة الكمبودية الاتهامات التايلاندية، وأكدت أن قواتها ردّت على تجاوزات تايلاندية داخل حدودها المعترف بها دولياً.

كما دعت إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لمنع تصعيد أكبر.

ردود الفعل الدولية

دعت منظمة الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وعرضت التوسط بين الطرفين.

كما ناشدت عدة دول، منها الصين والولايات المتحدة وماليزيا، كلا الجانبين إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار.

في المقابل، أعلنت تايلاند رفضها لأي وساطة خارجية، مؤكدة تمسكها بحل ثنائي فقط مع كمبوديا.

في ضوء التصعيد المتواصل بين كمبوديا وتايلاند، تبدو المنطقة على حافة أزمة أوسع ما لم يُتخذ مسار دبلوماسي عاجل يضع حداً للعنف المتصاعد.

وبينما تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات، يبقى مستقبل الاستقرار الإقليمي رهناً بقدرة الطرفين على ضبط النفس والانخراط في حوار جاد يضمن حل النزاع وفق القانون الدولي ويحمي المدنيين من تبعات المواجهة.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *