شؤون آسيوية – غزة –
يشكل الأطفال في قطاع غزة نصف السكان تقريبا، وهم من بين الفئات الأكثر ضعفا في الصراع الدائر. فما هي الصعوبات التي يواجهونها؟ وكيف سيتحملون انتشار المجاعة والصدمات النفسية اللاحقة؟.
كفاح من أجل البقاء
يسجل قطاع غزة حوالي 130 ولادة يوميا، لكن “بعضها قد لا ينجو من المضاعفات عند الولادة”، مع اقتراب نظام الرعاية الصحية من حافة الانهيار، وفقا لتقرير صدر في أبريل عن منظمة “أنقذوا الطفولة”.
وأضاف التقرير أن “نجاة الأمهات والأطفال حديثي الولادة في غزة مهدد بالخطر بسبب نقص الغذاء وتدمير المستشفيات والإجهاد المزمن”، مشيرا إلى زيادة بنسبة 300 في المائة في حالات الإجهاض ومضاعفات الحمل المهددة للحياة التي كان يمكن علاجها قبل الصراع.
وأشار التقرير إلى أن سوء التغذية أثناء الحمل يمكن أن “يؤثر بشكل كبير على نمو الطفل، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة وتوقف النمو وصعوبات في التعلم والنمو على المدى الطويل”.
ووفقا لتقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في يوليو، يشكل الأطفال دون سن الرابعة 15 بالمائة من إجمالي سكان غزة، بينما 47 بالمائة من السكان دون سن 18 عاما.
وقال التقرير إن “هذه التركيبة الديموغرافية الفتية تسلط الضوء على الحاجة الملحة للاستثمار في قطاعات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والتشغيل” لتمكينها من تشكيل مستقبل فلسطين. ومع ذلك، أصبح مستقبلهم حلما مترفا بعيد المنال وسط التصعيد المستمر للعدوان.
ومنذ أوائل يوليو حتى منتصف أغسطس، رصد الشركاء في مجال حماية الأطفال زيادة ملحوظة في عمالة الأطفال، مع انخراط المزيد منهم في أنشطة خطرة مثل جمع الركام والبيع في الشوارع والعمل غير الرسمي في الأسواق، فضلا عن تزايد مشاهدات التسول العلني بين الأطفال والنساء في المناطق الحضرية، وفقا لتقرير أممي صدر في أغسطس.
صدمات مستمرة
نجت الطفلة هالة عماد، البالغة من العمر 8 سنوات، من غارة جوية في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة قبل عام دون إصابات جسدية، لكن التجربة سببت لها صدمة نفسية، إذ باتت تستيقظ في حالة هلع عند كل صوت عال، وغالبا ما تختبئ تحت البطانية.
كثيرا ما تتشبث هالة بجدتها في الليل، وتسألها “هل سنعود إلى بيتنا يوما؟”. ومع ذلك، لا تستطيع العائلة الحصول على أي دعم نفسي.
وقال تقرير للأمم المتحدة في أغسطس إن الضيق النفسي-الاجتماعي منتشر على نطاق واسع، خاصة بين الأطفال الذين مزحوا مرارا وتكرارا، مع تزايد التقارير عن معاناة الأطفال من الكوابيس والاضطرابات السلوكية.
مجاعة مصممة عمدا
يبلغ وزن مسك المدهون، البالغة من العمر 6 سنوات، 5 كيلوغرامات فقط – أي ما يعادل وزن رضيع عمره شهران. وتعاني من ضمور دماغي منذ طفولتها المبكرة، وهي الآن ترقد ساكنة وصامتة في شمال غزة، فيما يذوي جسدها بسبب الصراع المستمر الذي يحرمها من أبسط مقومات البقاء.
وأكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة يوم الجمعة أن المجاعة اجتاحت أجزاء من قطاع غزة، وهي أول مجاعة تُعلن رسميا في الشرق الأوسط.
وفي يوليو، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 13 ألف حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال في غزة، وهو ضعف العدد المسجل في يونيو، وأكثر من ستة أضعاف ما شهده فبراير.
وطالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بـ”استجابة عاجلة ومكثفة” لمواجهة هذا التدهور.
المصدر: شينخوا