شؤون آسيوية – صنعاء –
شنت إسرائيل هجمات جديدة في اليمن ضد ما قالت إنها “أهداف عسكرية” لجماعة الحوثي التي أعلنت بدورها ارتقاء 35 شخصا وإصابة 131 آخرين جراء الضربات وتوعدت بالرد.
وتعد الضربات، والتي استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف الخاضعة لسيطرة الحوثيين، هي الأحدث في سلسلة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والجماعة على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
— ماذا استهدفت الضربات الإسرائيلية؟
وذكرت قناة ((المسيرة)) الناطقة باسم الحوثيين أن “العدوان الإسرائيلي” استهدف عصر اليوم، مقر التوجيه المعنوي في حي التحرير وسط العاصمة صنعاء، والمحطة الطبية الخاصة بالقطاع الصحي في شارع الستين جنوب غرب العاصمة”، وهي محطة تزود بالوقود مخصصة للقطاع الصحي في العاصمة صنعاء.
ومقر دائرة التوجيه المعنوي، هو مجمع عسكري يتبع وزارة الدفاع في حكومة الحوثيين، ويضم مكاتب إدارية تابعة للوزارة، ومقر صحيفة ((26 سبتمبر)) الناطقة باسم قوات الحوثي ومكتب المتحدث الرسمي باسم قوات الجماعة، ويقع في منطقة سكنية مزدحمة بالسكان.
كما “استهدف عدوان إسرائيلي المجمع الحكومي في مديرية الحزم” بمحافظة الجوف الواقعة على مسافة 143 كيلومترا شمال شرق صنعاء، وفقا لقناة ((المسيرة)).
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية اليمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الغارات التي استهدفت المجمع الحكومي الذي يسيطر عليه الحوثيون في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف، خلفت قتلى وجرحى وأضرارا كبيرة.
وأوضح مصدر محلي مسؤول لـ ((شينخوا)) أن القصف في محافظة الجوف استهدف المجمع الحكومي، بما في ذلك مبنى فرع البنك المركزي اليمني التابع للحوثيين، ما تسبب بمقتل مدير الفرع نياز محمد هواش، وأربعة موظفين آخرين.
كما استهدف القصف مبنى أمنيا في المجمع يتبع وزارة الداخلية، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، وفقا للمصدر.
وقالت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين بصنعاء غير المعترف بها دوليا في بيان إن عدد قتلى “الجريمة الغادرة التي أقدم عليها العدو الإسرائيلي” اليوم ارتفع إلى 35 شخصا فيما بلغ عدد الجرحى 131 شخصا.
ووفقا للبيان، بلغ عدد القتلى في العاصمة صنعاء 28 شخصا والجرحى 113 شخصا، فيما وصل عدد القتلى في محافظة الجوف إلى سبعة أشخاص والجرحى إلى 18 شخصا.
— “انفجارات ضخمة”
وقال محمد الشوكاني، وهو أحد الناجين من القصف إن انفجارات ضخمة وقعت أثناء تواجده مع أسرته في منزلهم بشارع القيادة قرب البوابة الرئيسية لمبنى دائرة التوجيه المعنوي (التابعة لوزارة الدفاع)، تسببت باهتزازات كبيرة في المنازل، فيما تطايرت الشظايا في أنحاء متفرقة بالمنطقة.
وتابع الشوكاني قائلا لـ ((شينخوا)) إن “الانفجارات تسببت في تكسير النوافذ الزجاجية، وتمكّنت من الاحتماء مع أسرتي”.
ويضيف “خرجت إلى الشارع مذعورا، وصلت إلى محطة الحافلات الصغيرة القريبة من المنزل، وشاهدت جثثا متفحمة وأشلاء ممزقة، وجرحى بينهم فتيات وأطفال يبكون وبعضهم تغطي ملابسهم الدماء”.
وفي المحطة أيضا كانت المركبات تحترق، وسيارات الإسعاف بدأت تهرع إلى المكان، فيما يحاول الأهالي إسعاف الجرحى، بينما تتعالى أصوات الناس في الشارع ومن منازل قريبة بشكل مخيف، بحسب الشوكاني.
وأكد سكّان في الحي أن القصف على المجمع العسكري، تسبب في تدمير بعض المنازل المجاورة، وتعرضت منازل أخرى لأضرار كبيرة.
وأظهرت فيديوهات نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منزلًا سوي بالأرض، ومنازل أخرى تعرّضت لأضرار كبيرة، وشوارع فرعية في الحي السكني امتلأت بالركام والزجاج.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات على “أهداف عسكرية” لجماعة الحوثي في منطقتي صنعاء والجوف.
— ماذا قالت إسرائيل؟
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي ادرعي في بيان إن “طائرات مقاتلة لجيش الدفاع أغارت اليوم على أهداف عسكرية لنظام الحوثي الإرهابي في منطقتي صنعاء والجوف”.
وأضاف البيان أن من بين هذه الأهداف “معسكرات تم رصد عناصر عسكرية لنظام الحوثي داخلها إلى جانب مقر مديرية الإعلام العسكري للحوثيين بالإضافة إلى موقع تخزين وقود استخدم لأنشطة عسكرية لنظام الحوثي”.
ووفقا للبيان، فقد جاءت هذه الغارات في ضوء “الهجمات المتكررة التي ينفذها نظام الحوثي ضد دولة إسرائيل، والتي تشمل إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ أرض أرض نحو إسرائيل”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليقا على الهجوم في اليمن “سنواصل الضرب. من يهاجمنا سنصل إليه”.
وأضاف “قبل أيام، قضينا على معظم عناصر حكومة الحوثي الإرهابية. ردًا على ذلك، أطلق الحوثيون قبل يومين صاروخًا على مطار رامون”.
وتابع “لم يُثنِ هذا عزيمتنا، فقد ضربناهم جوًا اليوم، وضربنا منشآتهم الإرهابية، وقواعدهم الإرهابية التي تضم عددًا كبيرًا من الإرهابيين، ومنشآت أخرى أيضًا”.
وتابع قائلا “سنواصل الضرب. من يضربنا، ومن يهاجمنا، سنصل إليه”.
وكانت إسرائيل قد شنت في نهاية أغسطس الماضي هجوما مميتا على العاصمة صنعاء، أسفر عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وتسعة من وزرائه ومسؤولين آخرين.
وخلال الأيام الماضية كثف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وتوعدت جماعة الحوثي بالرد على الغارات التي شنتها إسرائيل اليوم.
— الحوثيون: الرد آت لا محالة
وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (أعلى هيئة للحوثيين) إن “العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن عصر اليوم فاشل”، داعياً الإسرائيليين “للبقاء في حالة استعداد، فالرد آت لا محالة”.
وذكر المشاط أن “العدوان الإسرائيلي سيعطينا فرصة أكبر للرد عليه بكل ما أوتينا من قوة”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر من العام 2023، يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف في إسرائيل، بجانب هجمات على سفن في البحر الأحمر مرتبطة بها، وتقول الجماعة إن ضرباتها لدعم الفلسطينيين في غزة.
وردا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل منذ يوليو 2024 عدة هجمات جوية استهدفت قيادات ومنشآت حيوية وبنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.
المصدر: شينخوا