شؤون آسيوية – القاهرة –
قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي اختتمت أعمالها مؤخرا في بكين، مثلت محطة فارقة في مسار تطور الاقتصاد الصيني، ليس فقط لأنها وضعت ملامح الخطة الخمسية الجديدة، بل لأنها دشنت رسميا عصر “الاقتصاد الموجه بالذكاء الاصطناعي”، الذي يجمع بين التخطيط المركزي التقليدي والحوكمة الرقمية الذكية.
وأضاف الديب في مقابلة أحرته معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن هذه الدورة لم تكن مجرد مراجعة لسياسات اقتصادية أو اجتماعية، بل كانت إعلانا صريحا عن انتقال الصين إلى مرحلة جديدة من الإدارة الاقتصادية.
وأشار إلى أن الحزب الشيوعي الصيني أظهر في اجتماعه الأخير قدرا عاليا من الثقة بقدراته على توظيف الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هذا التحول يعني أن الخطة الخمسية الجديدة لن تكون “وثيقة جامدة”، بل منصة رقمية ديناميكية تُحدّث بشكل مستمر بناءً على البيانات الآنية.
ولفت إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة التخطيط المركزي يعزز من قدرة الحزب على التحكم في اتجاهات الاقتصاد، مؤكدا أن الحكومة الصينية أطلقت حزمة من المبادرات الجديدة لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات المالية، مع التركيز على تحويل المدن الكبرى إلى “مختبرات اقتصادية رقمية”.
وأشار إلى أن هذا النموذج يعزز من قدرة الصين على مواجهة التقلبات العالمية، خاصة في ظل الضغوط الخارجية، مضيفا أن ما يجري في بكين لا يخص الداخل الصيني فقط، بل يمثل بداية لتقديم نموذج جديد في إدارة الاقتصاد للدول النامية، وخاصة في قارتي آسيا وإفريقيا.
وأوضح أن الصين تعمل على تحويل تجربتها إلى “نظام اقتصادي ذكي” بحيث تقدم للدول الشريكة أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على إدارة الموازنات العامة ومشاريع البنية التحتية، مع تقليل الهدر.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، لأنها تجعل من الصين ليس مجرد ممول للمشاريع، بل شريكا في إدارة الاقتصاد نفسه عبر البرمجيات والمنصات الذكية.
المصدر: شينخوا
