شؤون آسيوية – بغداد –
أشاد خبير اقتصادي عراقي بالإنجازات التي حققتها الخطة الخمسية الـ14 للصين، مشيرا إلى أنها ساهمت في تطوير الاقتصاد العالمي. ودعا الدول العربية وكذلك الدول النامية إلى الاستفادة من الصين لتطوير اقتصاداتها وتحقيق التنمية وتحسين حياة شعوبها.
وأوضح الدكتور حسين مقداد حسين أستاذ الاقتصاد في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة العراقية، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الناتج المحلي الإجمالي للصين سجل نموا كبيرا منذ عام 2021، واصفا ذلك بأنه “إنجاز كبير” انعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد العالمي، نظرا لأن الصين ترتبط بعلاقات اقتصادية مع جميع دول العالم تقريبا، وسياستها الاقتصادية تقوم على مبدأ “المنفعة المتبادلة للطرفين”.
وتابع قائلا إن “نجاح الصين في تطبيق هذه الخطة، التي تُعد نمطا جديدا للتنمية العالمية كونها تتوافق مع جميع المتغيرات وتواكب متطلبات العصر الحديث وتهتم بالابتكار، جعل العديد من الدول تستفيد من هذه التجربة الرائدة بتبني خطط خمسية”.
وأشار حسين إلى أن الخطة الخمسية الـ14 خطة تنمية مدفوعة بالابتكار والتطور التكنولوجي في جميع الجوانب الاقتصادية وغير الاقتصادية. وعزا حسين هذا التطور إلى الاستثمار في البحث والتطوير.
وأكد أن الجهود الصينية أسفرت عن تحقيق تقدم كبير في مجالات الذكاء الصناعي والتصنيع عالي التقنية والطاقة الجديدة وشبكات الجيل الخامس، موضحا أن هذه الابتكارات وغيرها يمكن أن تستفيد منها الدول العربية ودول العالم الأخرى في تحسين واقعها الاقتصادي ورفع مستوياتها التنموية وتحقيق طفرات في توفير الخدمات التي تحتاجها هذه الدول.
وأردف قائلا إن “الصين دولة لا تحتكر العلم، واستراتيجيتها تقوم على مبدأ الكل رابح”، مبينا أن الدول العربية وكذلك الدول النامية بحاجة ماسة إلى التكنولوجيا والاختراعات الصينية للاستفادة منها في تعزيز التنمية والاقتصاد وتحسين معيشة شعوبها.
وأرجع التقدم الذي حققته الصين إلى مرونة واستقرار اقتصادها، الذي بُني على أسس علمية صحيحة ومتطورة، ما مكنها من تحقيق نجاح باهر على كل المستويات، مضيفا أن ذلك “يجعل التجارب الصينية الناجحة مصدر إلهام للكثير من الدول، كون هذه التجارب الناجحة تستحق أن يقتدى بها لأنها تجمع بين التنمية الاقتصادية وتحسين المستوى المعيشي للشعب”.
وعن تحسن معيشة الشعب الصيني، قال حسين إن “فلسفة السياسة الصينية تقوم على وضع الشعب في المقام الأول، وعلى أن كل شيء يجب أن يكون في خدمته وتطوره”.
وأضاف بالقول “رغم كل ما تحقق من تطورات إيجابية في حياة المواطن الصيني، إلا أن تحسين مستويات معيشة الشعب لا يزال أولوية قصوى لدى الحكومة الصينية، التي تدرك أن تحسن المعيشة ينعكس إيجابا على كل جوانب الحياة الأخرى”.
وفيما يخص التنمية الخضراء، ذكر حسين أن “الصين حققت إنجازات عظيمة في مجال التنمية الخضراء وتقليل نسبة التلوث”، واصفا ذلك بأنه “أمر مهم وضروري للتنمية المستدامة على مستوى العالم بأسره”.
كما لفت إلى أن “قيام الصين بتقليل الاعتماد على الفحم واستخدام الطاقة الجديدة ساهم في تحقيق النمو الاقتصادي بشكل مستدام، وهذا تم من خلال تعزيز الاستثمار في المشاريع والصناعات التي تسهم في حماية البيئة وتقلل من الانبعاثات الضارة للطبيعة والإنسان”.
ووصف حسين مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين بأنها “مبادرة عالمية شاملة لكل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتمثل نموذجا للتنمية الاقتصادية الصينية الناجحة وإنجازات الصين المبتكرة”، مشيرا إلى أنها “مفتوحة أمام جميع الدول”.
واختتم بالقول إن “نموذج الاقتصاد الصيني المتعدد، والمبني على قواعد علمية متطورة بهدف خدمة الشعب، يمكن أن يكون قدوة للدول العربية وغيرها ونموذجا للاقتداء به والاستفادة منه في تحسين واقع اقتصاداتها وتحقيق التنمية فيها”.
المصدر: شينخوا
