شؤون آسيوية – بكين –
كشف “تقرير حول انتشار الأدب الصيني عبر الإنترنت في الخارج 2025″، والذي صدر حديثا، أن الأدب الصيني عبر الإنترنت يستقطب حوالي 200 مليون مستخدم نشط في الخارج في أكثر من 200 دولة ومنطقة، بينما أشارت إحصاءات وزارة التجارة الصينية إلى أن حجم تجارة الصين للألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت والمواد السمعية والبصرية عبر الإنترنت تجاوز 370 مليار يوان في عام 2024، وهو ما يمثل 25.8 في المائة من إجمالي تجارة المنتجات الثقافية للبلاد.
وفي هذا السياق، قالت تشاو يوي بي، نائبة عميد كلية الإعلام والثقافة الدولية بجامعة تشجيانغ خلال معرض التجارة الرقمية العالمي الرابع الذي عقد مؤخرا: “تعد المنتجات الثقافية المذكورة (في التقرير) الأنواع الثلاثة الرئيسية الجديدة للمنتجات الثقافية الصينية التي تنتشر عالميا، ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي عدد أعمال الأدب الصيني عبر الإنترنت التي تم توزيعها في الخارج مليون وحدة بحلول عام 2027، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات الخارجية من الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت إلى أكثر من 25 مليار دولار أمريكي وتتجاوز الإيرادات الخارجية من المسلسلات القصيرة الصينية عبر الإنترنت 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2027”.
وأشارت تشاو إلى أن المنتجات الثقافية الصينية تتوسع حاليا بوتيرة سريعة في الأسواق الخارجية من خلال الوسائل الرقمية والشبكات الإلكترونية، ما يوفر فرصا لتعزيز التأثير الثقافي وزيادة عائدات التجارة.
أما بشأن السبب الذي يجعل هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية الجديدة من المنتجات الثقافية الصينية تحظى بشعبية كبيرة في الخارج، قال شيانغ يونغ، مدير معهد البحوث في الصناعات الثقافية بجامعة بكين، إن الصين قد طورت، في الجولة الحالية من تصدير المنتجات الثقافية، نظاما إيكولوجيا إيجابيا متنوعا توجهه الحكومة وتقوده الشركات وتدعمه التكنولوجيا بشكل مشترك.
وأكد شيانغ أن دمج التكنولوجيات الجديدة، من البيانات الضخمة إلى الذكاء الاصطناعي، مع أشكال الأعمال المبتكرة، مثل الأدب عبر الإنترنت والمسلسلات القصيرة، قد عزز الميزة التنافسية للصين في مجال تصدير المنتجات الثقافية.
ومن جانبها، قالت تشانغ فو لي، رئيسة قسم النشر في مركز الأدب الإلكتروني التابع لرابطة الكتاب الصينيين: “في السنوات الأخيرة، استفادت العديد من منصات الأدب الإلكتروني من الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الترجمة وتعزيز الكفاءة. وتواصل التكنولوجيات الجديدة تمكين الأدب عبر الإنترنت والصناعة الثقافية الرقمية من تحقيق تحول أكثر كفاءة للقيمة”.
وأشارت تشانغ إلى أن العديد من منصات الأدب الإلكتروني قد أقامت شراكات استراتيجية مع كيانات أجنبية من خلال الاستثمار في مواقع إلكترونية أجنبية وشركات إعلامية ثقافية ودور نشر، ما أدى إلى توسيع مسارات جديدة لنشر الأدب الإلكتروني الصيني على المنصات الأجنبية.
وأضافت تشانغ قائلة: “شهدت مبيعات المسلسلات القصيرة الصينية طفرة في الأسواق الدولية في السنوات الأخيرة، وهو ما لم يسهم في تحقيق عائدات كبيرة فحسب، بل أظهر سمات الريادة للصناعة الثقافية الصينية خلال المنافسة مع الشركات الأجنبية”.
وبدورها، أكدت الأستاذة كان بينغ من كلية الصحافة والإعلام الجديد بجامعة شيآن جياوتونغ أن المسلسلات القصيرة التي تطورت بسرعة في الصين، تمثل شكلا جديدا يجسد الخصائص الثقافية الصينية محليا ويتوافق، في الوقت نفسه، مع البيئة الاقتصادية الدولية الحالية.
وفي هذا السياق، أشار ليو جين سونغ، خبير في معهد تينسنت للأبحاث، إلى أن بعض الشركات في الولايات المتحدة وجمهورية كوريا بدأت في مراقبة ومحاكاة النماذج الصينية الجديدة لتصدير منتجاتها الثقافية. ومع ذلك، تعتمد هذه النماذج بشكل كبير على نظام متمركز على البيانات الضخمة التي تدفع عمليات نشر المنتجات الثقافية، وعلى الخوارزميات لتوزيع المنتجات إلى المستهلكين، وعلى أساليب خاصة لنشر المنتجات الثقافية في منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى تعليقات المستخدمين، حيث تتميز سلسلة صناعة الصين لإنتاج وتصدير المنتجات الثقافية بـ “الحداثة” و”الشمولية” في هذا الصدد.
وأضاف ليو أنه مع التطور التكنولوجي وترقية مستوى استهلاك المنتجات الثقافية في العالم، تنتقل نماذج الصين لتصدير المنتجات الثقافية من مجرد نشر المنتجات إلى بناء أنظمة إيكولوجية شاملة.
المصدر: شينخوا

