شؤون آسيوية – الأمم المتحدة –
حذرت الأمم المتحدة يوم الخميس من حصار آلاف المدنيين في مدينة الفاشر غرب السودان وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وتردي الأزمة الإنسانية.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء تقارير عن ارتكاب فظائع في عاصمة ولاية شمال دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة نهاية الأسبوع الماضي.
وكشف المكتب نقلا عن مصادر محلية “انتشار عمليات القتل والاختطاف والتشويه والعنف الجنسي إلى جانب احتجاز وقتل عاملين في المجال الإنساني”، مشيرا إلى احتجاز آلاف المدنيين داخل المدينة بينما تقطعت السبل بالعديد عند بلدة غارني على بعد 20 كيلومترا بسبب انعدام الأمن وعدم توفر وسائل النقل.
وحذر أوتشا من أن المحتجزين داخل المدينة يواجهون نقصا يهدد الحياة من حيث الغذاء والماء والرعاية الطبية مع منع دخول عمال المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
من جانبه، أعرب مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في الفاشر وما حولها، وأدان الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع وتأثيره المدمر على المدنيين.
وكشف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة توم فليتشر عن تحول الوضع في الفاشر إلى “جحيم أكثر ظلاما”، مع تقارير موثوقة عن إعدامات واسعة النطاق بعد دخول المقاتلين المدينة.
وأفاد أوتشا بنزوح مدنيين إلى مناطق كبكابية ومليط وطويلة حيث يعانون من نقص في الضروريات الأساسية، مشيرا إلى “تردي ظروف في طويلة حيث لا تفي مياه الشرب الآمنة بنصف الاحتياجات اليومية فضلا عن انهيار الأسواق ونفاد الإمدادات وانتشار الأمراض”.
وكشف تقييم أممي عن إصابة 60 بالمئة من الأطفال النازحين بسوء التغذية الحاد، بينما تكثف الأمم المتحدة وشركاؤها جهود الإغاثة رغم تحديات أمنية هائلة.
وتشمل الجهود الإنسانية إنشاء عيادات متنقلة وتوزيع أدوات الصحة الإنجابية وأدوية الكوليرا، مع استمرار عمل مواقع التغذية والمطابخ المجتمعية.
كما تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها عمليات توفير المياه والصرف الصحي والنظافة، من خلال نقل المياه الصالحة للشرب، وتركيب المراحيض، وتوزيع مجموعات النظافة، وتنفيذ حملات وقائية ضد الكوليرا.
وحذر المكتب من استمرار تلوث المناطق بالألغام والمتفجرات، مما يهدد حياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ويعيق حركة التنقل الآمنة ويؤخر تقديم المساعدات. ويعد الوصول المستمر لفرق إزالة الألغام ومعداتها أمرا عاجلا لمسح المناطق الخطرة وتطهيرها.
وجدد المكتب دعوته لجميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فورا، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ودون عوائق.
المصدر: شينخوا

