شؤون آسيوية – الكويت –
مع انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والباسيفيك (أبيك) في كوريا الجنوبية والتي تصدر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي جدول أعمالها، أكد رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي للأشياء في الكويت، الشيخ محمد الصباح، أن الصين تضيء مستقبل العالم الرقمي بما حققته من إنجازات في الابتكار والحوكمة الرقمية.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أشاد محمد الصباح بدور الصين في تطوير الذكاء الاصطناعي وتعزيز التحول الرقمي على مستوى العالم، معتبرا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة بيد الإنسان، بل بات يعيد تعريف الإنتاج ويغير طريقة تفكير الإنسان وحياته.
وأوضح أن الصين لا تبني مصانع فحسب، بل تصوغ أيضا فلسفة جديدة للعلاقة بين الإنسان والآلة، مشيرا إلى أنها، من خلال وضع الذكاء الاصطناعي في قلب إستراتيجيتها الوطنية وتطويره على أسس العلم والأخلاق والمبادئ، قدمت الصين للعالم نموذجا يجمع بين القوة التكنولوجية والمسؤولية الأخلاقية.
ولفت إلى أن الصين بفضل رؤيتها الإستراتيجية وتخطيطها بعيد المدى، أصبحت “ركيزة أساسية في مستقبل العالم الرقمي”، مؤكدا أنه “من خلال طريق الحرير الرقمي، تربط الصين بين شرق آسيا والغرب عبر منطقة الخليج وتمهد الطريق نحو تطبيق أكثر حكمة ومسؤولية للذكاء الاصطناعي”.
وفيما يتعلق بالتحول الرقمي في الكويت ومنطقة الخليج، أكد الصباح أن “المدن تُبنى على الأفكار، لا على النفط”، مبينا أن الكويت تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها “كويت جديدة 2035″، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الرقمية والهوية الرقمية والتعليم الذكي والطاقة المستدامة.
في الوقت نفسه، أقر الصباح بوجود تحديات واقعية مثل نقص الكفاءات المتخصصة وضعف منظومة الابتكار، والحاجة إلى تشريعات متقدمة لحوكمة البيانات وحماية الخصوصية، لكنه شدد على أن “الوعي بهذه التحديات هو بحد ذاته علامة نضج ورغبة في التغيير”.
وأوضح أن هذه التحديات تمثل فرصا لتعميق التعاون بين الصين ودول الخليج لتسريع التنمية الرقمية في الخليج وبناء بيئة ابتكار أكثر انفتاحا واستدامة، مبينا أن هذا التعاون يتجاوز نقل التكنولوجيا إلى “بناء منظومة مشتركة للإبداع”، من خلال إنشاء مراكز حوسبة متقدمة، وتطوير المدن الذكية، وإعداد أجيال جديدة من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي التطبيقي، وصياغة معايير مشتركة للأخلاقيات التقنية.
وعن آفاق التعاون المستقبلي بين الكويت والصين، قال الصباح إن السنوات الخمس القادمة ستشهد “ميلاد تعاون جديد بين البلدين، تصنعه الأحلام الجريئة لا الشركات”.
وذكر أن التعاون سيشمل المدن الذكية والطاقة النظيفة والتعليم الذكي والصحة الرقمية، معتبرا أن “مدينة بوابة الحرير الذكية”، وهي مشروع بنية تحتية كبير في شمال الكويت، ستكون شاهدا على هذا التعاون.
المصدر: شينخوا

