spot_img

ذات صلة

جمع

مكالمة قد تغير التاريخ: لحظة ترامب وبيزشكيان لإحلال السلام

شؤون آسيوية - بقلم سيد حسين موسويان*/ أعربت إدارة ترامب...

هل يُخيّب ترامب آمال نتنياهو؟

د. هيثم مزاحم ** يقول الكاتب الإسرائيلي إيتان غلبواع...

عيد الربيع الصيني.. رمز للفرح والتقاليد

شؤون آسيوية - بقلم تشو شيوان ** مع اقتراب موعد...

ترامب مهتم بزيارة الصين والهند قريباً

شؤون آسيوية – واشنطن - أبلغ الرئيس...

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

أبرز التحديات أمام عهد الرئيس جوزاف عون

د. هيثم مزاحم**

بعد أكثر من سنتين من الفراغ الرئاسي، انتخب مجلس النواب اللبناني أخيراً قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بأصوات 99 نائباً من أصل 128 نائباً.
وقد انتخب عون في الجلسة الثانية بعد حصوله على 71 صوتاً فقط في الجلسة الأولى، إذ كان يحتاج إلى 86 صوتاً أي ثلثا عدد النواب للفوز من الجلسة الأولى. وكان لافتاً أن الأصوات الـ28 التي صبّت للعماد عون في الجلسة الثانية، كانت أصوات جميع النواب الشيعة، ممثلي حركة أمل وحزب الله، ما اعتبر رسالة منهم إلى الداخل والخارج بأنهم، برغم التضحيات والخسائر الكبيرة التي قدمتها هذه الطائفة في صمودها أمام العدوان الإسرائيلي، إلا أنها لا تزال ركناً أساسياً من أركان الوطن، تشارك في محطاته المفصلية ولا يمكن أن تكسر أو تهزم، ولا يراهنن أحد في الداخل والخارج على أن قبولها بوقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي هزيمة له تترتب عليها تقديم تنازلات في الداخل كما للخارج.
وكشفت بعض المصادر أنه بين جلستي الانتخاب جرت اتصالات ولقاءات حصل خلالها الثنائي الشيعي على ضمانات لجهة نوعية مشاركته في الحكومة والتعيينات الأمنية والقضائية من جهة، ولجهة رفض تفسيرات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ القرار الدولي 1701 وشموله منطقة شمال نهر الليطاني أو ربطه بالقرار الأممي 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات في إشارة إلى سلاح المقاومة.
ويتفاءل اللبنانيون بانتخاب القائد جوزاف عون رئيساً نظراً لتجربته الناجحة في قيادة الجيش اللبناني لأكثر من سبع سنوات، تمكن خلالها من الحفاظ على وحدة الجيش في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان منذ أكتوبر 2019، والانقسام السياسي والطائفي والفراغ الرئاسي وشلل الحكم في ظل حكومة مستقيلة تقوم بتسيير الأعمال. ويشهد الكثيرون للعماد عون نزاهته وكفاءته ونظافة كفه واستقلاليته، وهو ما انعكس في القضاء على الفساد والرشى داخل الجيش، والحفاظ على كرامة العسكريين وتأمين احتياجاتهم الغذائية والطبية في ظل الأزمة المالية المستمرة.
لكن أمام الرئيس المنتخب تحديات كبرى سيواجهها مع الحكومة المقبلة وأبرزها:
1-العمل على إرغام العدو الإسرائيلي بالالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في الأشهر الأخيرة، ونشر الجيش اللبناني في جميع مناطق جنوب نهر الليطاني في مقابل الحدود مع فلسطين المحتلة، والعمل مع لجنة المراقبة الدولية على منع الخروقات اليومية الإسرائيلية، والتصدي لأي عدوان إسرائيلي جديد.
2-البدء في تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي بدءاً من تنفيذ المصارف لإجراء “الكابيتول كونترول” الذي ينظم التحويلات المالية إلى الخارج وإعادة الأموال التي هربتها المصارف إلى الخارج، وصولاً إلى الاتفاق على خطة لإعادة أموال المودعين وتوزيع الخسائر بين المصارف ومصرف لبنان والدولة.
3-العمل مع الحكم الجديد في سوريا على إعادة معظم النازحين السوريين بعدما سقط النظام السابق الذي فروا من ظلمه وقمعه، وانتهت الحرب التي دفعتهم إلى النزوح، وبدأ الرفع الجزئي للعقوبات الغربية عن سوريا، ودخول مساعدات دولية وعربية إليها، مما سيجعلهم في حال أفضل من وجودهم في مخيمات في لبنان.
4-ينبغي أن تكون الحكومة المقبلة من الكفاءات ومن غير الوجوه المرتبطة بالفساد، مع مراعاة التمثيل الطائفي والمذهبي والمناطقي، وأن يكون برنامجها برنامج عمل حثيث ومنهجي لإعادة إعمار ما دمّره العدو الإسرائيلي، وإعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم في الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
5-وضع خطة شاملة لتأمين الكهرباء عبر بناء معامل تغطي حاجة لبنان الحالية والمستقبلية بعيداً عن المحاصصة الطائفية ومصالح الكارتيلات النفطية.
6-تحسين العلاقات مع الدول العربية والشرقية والغربية واستقطاب الاسثتمارات لإعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية وخاصة معامل الكهرباء ومحطات المياه والصرف الصحي، وتطوير عمل المطار والمرافئ وإنشاء سكك حديد بين المناطق اللبنانية ووصلها مستقبلاً بخط سكك الحديد السوري وصولاً إلى الدول العربية الأخرى.
7-الدعوة إلى حوار وطني يضم جميع الأحزاب والقوى والمكوّنات اللبنانية للاتفاق على استراتيجية وطنية دفاعية تأخذ بعين الاعتبار تجربة العدوان الصهيوني الأخير على لبنان، بحيث يتكامل دور الجيش مع المقاومة، والتوافق على حصر قرار الحرب والسلم في يد الحكومة اللبنانية.
8-البدء بتنفيذ الأمور المعلقة في اتفاق الطائف وأبرزها إلغاء الطائفية السياسية واللامركزية الإدارية وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مع التوافق مع المقاومة على إطار نظامي لعملها وسلاحها.
9- ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بملف الغاز والنفط في البحر الشرقي للمتوسط، وتثبيت الحدود مع فلسطين المحتلة بحسب اتفاقية الهدنة، وإنهاء احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنصف اللبناني من قرية الغجر، عبر الدبلوماسية الدولية وبالتوافق مع الإدارة السورية الجديدة بشأن لبنانية مزارع شبعا، كي لا تستمر إسرائيل بالتذرع بأنها أراضٍ سورية.
10-العمل على خلق فرص عمل للشباب والخريجين الجامعيين، وتشجيع عودة المهاجرين اللبنانيين للاستثمار والعمل في لبنان.
يبقى أن نشير إلى أن رئيس الجمهورية في لبنان هو حامي الدستور والحكم بين السلطات وجزء من السلطة التنفيذية لكن صلاحياته غير مطلقة، فالصلاحيات التنفيذية في مجلس الوزراء مجتمعاً، لذلك هناك مسؤولية على رئيس الحكومة الذي سيكلف بتشكيل الحكومة وعلى الوزراء الذين سيتم اختيارهم، كما على مجلس النواب الذي عليه التشريع ومراقبة عمل الحكومة ومحاسبتها على أدائها وتقصيرها.

*رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية – لبنان

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

spot_imgspot_img