شؤون آسيوية – سيئول –
قال مستشار الأمن الوطني “وي سونغ-لاك” اليوم الاثنين إن كوريا الجنوبية لا يمكنها الوفاء بتعهدها باستثمار 350 مليار دولار أمريكي بموجب الاتفاق الإطاري لخفض الرسوم الجمركية عن طريق دفع المبلغ نقدا للولايات المتحدة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إن حزمة الاستثمار ستكون «مقدمة».
وأدلى “وي” بهذه التصريحات في الوقت الذي تعمل فيه سيئول وواشنطن على وضع تفاصيل حزمة الاستثمار للانتهاء من الاتفاق الإطاري الذي توصلتا إليه في يوليو لخفض الرسوم الجمركية الأمريكية من 25% إلى 15%.
وقال “وي” للصحفيين: «من وجهة نظرنا، لا يمكن دفع 350 مليار دولار نقدا».
وردا على سؤال حول تصريح “ترامب” بشأن الدفع مقدما، قال “وي” إنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد فكر مليا في موقف سيئول، مضيفا أنه يفترض أن “ترامب” كرر «الموقف الأساسي» للحكومة الأمريكية.
وقال مسؤولون في سيئول إن تعهد الاستثمار بقيمة 350 مليار دولار يتطلب ضمانات، مثل مبادلة العملات، وكان يهدف إلى تمويل مشاريع وليس دفع مبالغ نقدية.
وقال أيضا إنه ليس على علم بالنية الكامنة وراء تصريح وزير التجارة الأمريكي “هوارد لوتنيك” بأن المناقشات مع المسؤولين الكوريين شملت إمكانية زيادة مبلغ الاستثمار عن التعهد الأولي.
ومع استمرار المفاوضات المكثفة حاليا، تبنى “وي” نبرة حذرة تجاه الانتقادات الأخيرة من الحزب الديمقراطي الحاكم لمطالب واشنطن.
وقال “وي”: «نظرا لأن المفاوضات مع الولايات المتحدة تجري في جو شديد التوتر، أعتقد أنه يجب علينا أن نستخدم جميع الأوراق المتاحة، ولكن يجب ألا نبالغ في استخدامها».
ودعا “وي” إلى اتباع نهج متوازن بشأن قضية التأشيرات، حيث من المقرر أن تشكل سيئول وواشنطن فريق عمل هذا الأسبوع لتحسين نظام التأشيرات الأمريكية للعمال الكوريين، بعد احتجاز سلطات الهجرة لأكثر من 300 عامل كوري في وقت سابق من هذا الشهر.
وشدد على أن تحسين نظام التأشيرات الأمريكي سيساعد الشركات الكورية في عملية الاستثمار، لكنه لا يرتبط مباشرة بتعهد سيئول بالاستثمار.
وقال: «هناك مشاعر عامة قوية ومطالب مختلفة، لكن يجب ألا نتعامل مع القضية بأسلوب عاطفي. وإذا كان موقف الحكومة هو إنشاء فئة جديدة من التأشيرات، فمن المهم ألا نبالغ في الأمر بوضع أهداف تتجاوز ذلك».
وبينما كان هناك أمل حذر في أن يلتقي “ترامب” بالزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ-أون” إذا زار كوريا الجنوبية لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، المقرر عقدها في 31 أكتوبر و1 نوفمبر، قال “وي”: «لكي يكون موقفنا واقعيا، لم نلاحظ أي تغيير في موقف كوريا الشمالية».
المصدر: يونهاب