
شؤون آسيوية – الرياض –
افتتحت صحيفة الشعب الصينية مكتبها الإقليمي في العاصمة السعودية الرياض، في خطوة تُعدّ محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الإعلامية والثقافية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري، مع رئيس الصحيفة يو شاو ليانغ والوفد المرافق له، حيث جرى بحث أوجه التعاون الإعلامي بين البلدين وسبل تطويرها بما يتماشى مع التحولات العالمية في المشهد الإعلامي والرقمي.
تناول اللقاء مجالات التعاون في الإعلام الرقمي وتبادل المحتوى الإخباري والتدريب المهني والإنتاج المشترك، إضافة إلى مناقشة فرص التكامل بين “رؤية المملكة 2030″ و”مبادرة الحزام والطريق” الصينية، بوصفهما مشروعين استراتيجيين يسعيان إلى إعادة رسم ملامح الاقتصاد والتنمية في آسيا والعالم.
وأكد الجانبان أن افتتاح المكتب الإقليمي الجديد يمثل خطوة مهمة نحو بناء جسر تواصل إعلامي وثقافي أكثر عمقاً، يسهم في نقل الصورة الحقيقية عن التطورات التي يشهدها البلدان في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة والتنمية المستدامة.
وفي تغريدة عبر منصة «X»، علّق وزير الإعلام السعودي على الحدث قائلاً: «حين تختار أكبر صحيفة في الصين أن يكون مقرها الإقليمي في الرياض، فهي لا تختار موقعاً جغرافياً فحسب، بل تختار وجهة المستقبل».
هذه الخطوة تتجاوز كونها مجرد افتتاح لمكتب إعلامي، لتصبح إعلاناً عن مرحلة جديدة من الحضور الصيني في المشهد الإعلامي الإقليمي، وثقة متبادلة في مكانة المملكة كمركز استراتيجي للقرار والتأثير في المنطقة.
اختيار الرياض مقراً إقليمياً لـ”الشعب الصيني” يحمل دلالات أبعد من الإعلام، فهو يعكس اعترافاً دولياً متزايداً بدور المملكة كلاعب رئيسي في الربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومحوراً لخطوط التجارة والطاقة والاستثمار، فضلاً عن كونها ساحة تتقاطع فيها الرؤى التنموية الكبرى.
إضافة إلى وجود الصحيفة في الرياض يتيح قناة مباشرة لتبادل الرسائل والرؤى بين بكين والرياض، ويفتح الباب أمام إنتاج إعلامي مشترك يسهم في بناء خطاب دولي أكثر توازناً وعدالة في تمثيل قضايا التنمية.
الخطوة تأتي ضمن سياق متنامٍ من التقارب بين السعودية والصين، اللتين تعملان على توسيع التعاون في قطاعات الطاقة والتقنية والبنية التحتية والثقافة، فالعلاقات الإعلامية لم تعد ترفاً دبلوماسياً، بل أصبحت جزءاً من منظومة القوة الناعمة التي تسعى الدول الكبرى إلى تطويرها لتعزيز حضورها العالمي.
وفي هذا الإطار، يشكل افتتاح مكتب صحيفة الشعب في الرياض إحدى الأدوات العملية لترجمة هذا التقارب السياسي والاقتصادي إلى سرد إعلامي مشترك يخاطب الرأي العام في كلا البلدين.