Monday

17-03-2025 Vol 19

خامنئي يتهم ترامب بخداع الرأي العام بإعلان استعداده للتفاوض مع إيران

 

شؤون آسيوية – طهران –

 

اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه يسعى لخداع الرأي العام العالمي بإعلان استعداده للتفاوض مع إيران ودعوته له، مضيفاً أن هذه الدعوة معناها “أننا مستعدون للتفاوض والسلام لكن إيران غير مستعدة. لكن لماذا إيران ترفض التفاوض؟ عودوا إلى أنفسكم”. وأكد خامنئي في لقاء مع طلبة جامعات إيرانيين، “أننا تفاوضنا لسنوات، وهذا الشخص (ترامب) قد مزّق الاتفاق المبرم الذي تفاوضنا عليه”.

وتأتي تصريحات خامنئي الرافضة التفاوض مع الولايات المتحدة، في اليوم الذي تسلمت فيه بلاده رسالة من ترامب، عبر مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، وهو ما يحمل معه دلالات ومعاني باتجاه رفض ما جاء في الرسالة الأميركية. وكان أنور قرقاش قد أجرى فور وصوله إلى طهران اليوم، لقاءً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مسلّماً إياه رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى.

إلى ذلك، أكمل خامنئي حديثه، قائلاً إنّ البعض في الداخل الإيراني يتساءلون مراراً: “لماذا لا تردون على دعوات التفاوض؟ لماذا لا تتفاوضون؟ لماذا لا تجلسون مع أميركا؟ فاوضوهم”، مشدداً على أنه “إذا كان الهدف من التفاوض رفع العقوبات، فالتفاوض مع الإدارة الأميركية الحالية لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيجعل العقوبات أكثر تعقيداً وسيزيد الضغوط”.

وأكد أن الأميركيين في مفاوضاتهم “سيطرحون مطالب جديدة”، مشيراً إلى أن المفاوضات ستزيد المشكلات أكثر مما هي اليوم، و”لن تحل أي مشكلة، ولن تفك أي عقدة”. وأردف خامنئي أن “إيران لا تسعى للحرب، لكن إذا ارتكب الأميركيون وأذنابهم أي حماقة، فالرد الإيراني سيكون صارماً وحتمياً، وأميركا هي التي ستتضرر أكثر”، مضيفاً أنهم “يقولون إننا لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، لكن نحن إذا كنا نريد امتلاك السلاح النووي، فما كان بمقدور أميركا أن تمنعنا من ذلك”.

وأكد أن بلاده لا تريد امتلاك هذا السلاح ولا تبحث عنه. وتأتي تصريحات خامنئي في وقت تتعرّض فيه بلاده لضغوط أميركية قصوى وتهديدات باحتمال شنّ ضربات على منشآتها النووية.

خامنئي: هذا العام نحن أقوى من السنة الماضية

من جانب آخر، قال المرشد الأعلى الإيراني إن بلاده اليوم “أكثر قوة مما كانت عليه العام الماضي”، على الرغم من فقدانها قيادات بارزة في “المقاومة”. وذكر خامنئي: “العام الماضي في هذا التوقيت كان الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، والأمينان العامان لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، ورئيسا المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار، والقائد العام لكتائب القسام محمد ضيف، وشخصيات أخرى، أحياءً، لكنهم حالياً ليسوا بيننا”، مشيراً إلى أن فقدان هذه الشخصيات “خسارة ولا شك في ذلك”.

وأكد خامنئي أنه رغم هذه الخسائر “لكننا أقوى مقارنةً بالعام الماضي في مثل هذا اليوم، وفي بعض المواضيع إن لم نكن الأقوى فلسنا أضعف من قبل”، منتقداً ما وصفها بـ”قراءة خاطئة من هذه الحوادث (في المنطقة) وفق رؤية ناقصة وغير موضوعية وسطحية لأعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعارضيها ومنافسيها”، وفق التلفزيون الإيراني.

وتابع المرشد الإيراني: “إننا هذا العام لدينا قدرات وإمكانات في مختلف الأصعدة لم نكن نمتلكها العام الماضي”، لافتاً إلى أن الحوادث التي شهدتها المنطقة كانت “مريرة ومؤلمة، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما زالت تزداد قوة وتقدماً”، ومؤكداً أن “فقدان الشخصيات خسارة، لكن الحركة لن تتضرر بشكل عام، إن وُجد في الأمة شرطا وجود القضية والمثابرة”.

وأكد المرشد الإيراني أن “القوات الأمنية والعسكرية الإيرانية قامت بما يلزم في مواجهة الكيان الصهيوني”، مضيفاً أن القول إن هذه القوات “لا تقوم بواجبها في الظروف الحساسة غير صحيح”، لافتاً إلى أن “ثمة قضايا سرية وستعلمون أن كثيراً منها مبررة، أي إن ما أُنجِز أو لم ينجز مبرر”.

من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، أن بلاده لن تخشى “تهديدات الأعداء”، قائلاً: “اليوم يهددوننا، لكننا لا نخشى”، مضيفاً أن إيران اليوم “أقوى من بدايات الثورة (1979)”. ودعا إلى الوحدة الداخلية للتغلب على المشكلات والأزمات. وتتخوف طهران من تعرّض منشآتها النووية لضربة إسرائيلية مفاجئة خلال فترة إدارة ترامب الذي سبق أن وضع المنطقة على شفا حرب عندما أمر خلال ولايته الأولى باغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

 

المصدر: العربي الجديد

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *