spot_img

ذات صلة

جمع

من الرماد ….. ما مستقبل غزة؟

خاص شؤون آسيوية، مقالة: أوليفر ماك تيرنن، ترجمة: معهد...

أساليب الإقناع

شؤون آسيوية كتاب "أساليب الإقناع" لنيك كوليندا يقدم استراتيجيات عملية...

هكذا تواجه شركات اليابان انخفاض السكان وزيادة الشيخوخة

شؤون آسيوية - طوكيو - أظهر استطلاع نشر...

الصين تتوقع 9 مليارات رحلة خلال ذروة موسم السفر في عطلة عيد الربيع

شؤون آسيوية انطلقت في الصين أكبر موجة هجرة بشرية، وذلك...

ما بعد وقف اطلاق النار في غزة

شؤون آسيوية - بقلم عبير بسام* شهرين من المواجهة ما...

سلام على “إسماعيل هنيَّــــة” في العالَمين

بقلم: محمد عبد الشَّـافي القوصِــي/

عندما استُشهِد مؤسّس حركة حماس، خطب “إسماعيلُ هنيـــة” الناسَ قائلاً: “لقد حرص شيخنا على الموت فوُهِبت له الحياة الأبدية … وأنتم أيها المجاهدون إذا بِعتُــم حياتكم لله، ربحتُم عزّة الدنيا ومجد الآخرة”.
وعلى ذات الدرب، مضى “هنيـــةُ” وباع نفسه لله، فليستبشِر ببيعِه … وذلك الفوزُ العظيم!
لقد رحل زعيـــــــــمُ الأُمة وقائدها، المتحدّث اللَّبق، والخطيب النحريــر؛ الذي أشعل جذوةَ الجهاد، وفتح أبوابَ الأمل، وبشّر بالفتح المبين والنصر القريب!
لَم يكن “هنيـــةُ” فرداً واحداً، بلْ كان جيشاً مُغازيا !
ولَم ولنْ يمُت “هنيـــةُ”، إنما الموتى هم الذين في قصورهم وبُروجهم يتنعمون … لا العــار حرّكهم، ولا ذُلّ المصير!
الحــقَّ الحــقَّ أقول: لقد دخل “هنيــةُ” التاريخَ من أشرف أبوابه، وسطّر أروع صفحاته، وصار حُجّــــةَ على الأمة في زمن الخيانات والتنازلات … في زمن الكافر والدجّــال!
لا جَرَمَ أنَّ “هنيــة” سيُذكًر، كلما ذُكِرت الشهادةُ والشهداء!
سيُذكًر كلما ذُكِر حمزةُ وشهداء الإسلام الأوائل … بلْ سيُذكًر كلّما ذُكِر يحيـــى وزكريـــا وأرميـــاء وأشعياء؛ الذين قُتِلوا علي يد أولاد الأفاعـــي ونسْل فاعلــي الشر!!
مَـن هو إسماعيل هنيـــة؟
إنَّ أول موضوع إنشاء كتبه وهو –تلميذ صغير في المدرسة- كان عنوانه: منازل الشهداء!
وعندما الْتحقَ بالجامعة الإسلامية في غزة، كان ناشطاً طلابياً بارزاً. وقد انضم إلى حماس عند تأسيسها عام 1987، وبعد فترة من الاعتقال والنفي، أصبح مقرباً من الشيخ “أحمد ياسين”، وكان –يرحمه الله- من أوائل الذين دافعوا عن دخول حماس في العمل السياسي، على الرغم من المعارضة التي كانت بداخل الحركة. وفي عام 1994، قال: إنَّ تأسيس حزب سياسي سيُمكن حماس من التعامل مع المستجدات … وقد كان!
ذات مرة، سُئل “هنيـــة” عمَّا إذا كانت حماس قد تخلت عن الكفاح المسلح، أجاب: “بالطبع لا”، وأكد أنَّ المقاومة ستستمر “بكل أشكالها: الشعبية، والسياسية، والدبلوماسية، والعسكرية”.
وفي عام 2009م، مَنحته إدارةُ الجامعة الإسلامية شهادة الدكتوراه الفخرية ووسام الشرف من الدرجة الأولى -تقديراً لجهوده في خدمة القضية الفلسطينية- فقال هنيّـــة: أنا لا أريد شهادات دنيويّة، إنما أريد الشهادة في سبيل الله!
بمجرد سماعهِ بنبأ استشهاد أبنائه، قال هنيـــة: “إذا كان العدو يظن أنَّ استهداف أهلي وعائلتي سيغيّر مواقفنا ومقاومتنا فهو واهم، لأنَّ كل شهيد في غزة وفلسطين هو مِن أهلي ومِن عائلتي”.
وعندما قُتِلت شقيقته، في غارة صهيونية استهدفت منزل عائلته في مخيم الشاطىء، قال: “لا يسعني في هذا المقام إلاَّ أن أزفَّ هذه الكوكبة الجديدة من شهداء العائلة، بينهم شقيقتي الكبرى وعائلتها”، حيث قٌتل 11 شخصًا على الأقل!!
أخيــــراً، لقد ترجَّـــل الفارس الأشم، ولم يُصالح، ولم يُهادن، ولم يتنازل … بلْ ستظلّ كلماته خالدة، إذْ يقول:
فلسطين من النهر إلى البحر! والعدوّ ليس له مستقبل على أرض فلسطين المباركة.
سلامٌ على (إسماعيل هنيّــــة) في الشهداء الخالدين، وسلامٌ عليه في العالَمين!

spot_imgspot_img