خاص شؤون آسيوية – روما –

 

محققة “بعض التقدم”، اختتمت في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن الملف النووي الإيراني، بوساطة سلطنة عمان.

وعلى الرغم من تقدم بسيط في المحادثات، إلا أن نتائج الجولة لم تكن حاسمة، على حد تعبير وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وسط تمسك كل طرف بمواقفه الأساسية وتزايد التعقيدات المحيطة بالمفاوضات.

 

الأكثر تعقيداً..

وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه الجولة بأنها “الأكثر مهنية وتعقيداً”، مؤكداً أن الجانب الأميركي بات يمتلك “فهماً أوضح لمواقف إيران”. وأشار إلى أن طهران “لن تتخلى عن خطوطها الحمر”، خاصة حقها في تخصيب اليورانيوم، الذي تعتبره حقاً سيادياً لأغراض سلمية.

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن المحادثات جرت في “أجواء مهنية وهادئة”، مشدداً على أن إيران طرحت بشكل صريح المواقف الأميركية المتناقضة والعقوبات الجديدة، مع التأكيد على ضرورة رفعها لضمان استمرار العملية التفاوضية.

 

التخصيب جوهر الخلاف..

وبينما أعلنت إيران وفقا لتصريحات عراقجي أن “صفر سلاح نووي = اتفاق، وصفر تخصيب = لا اتفاق”، شدد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف على أن الولايات المتحدة “لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب”، وهو ما يعتبر جوهر الخلاف بين الجانبين.

وقد شهدت المفاوضات مغادرة ويتكوف المبكرة بسبب التزام سفر، بحسب الخارجية الإيرانية، فيما بقي الوفد الفني الأميركي في روما، ما اعتُبر “إشارة إيجابية” بحسب تقارير إعلامية.

 

مسارات مقترحة..

لعبت سلطنة عمان مجدداً دور الوسيط في هذه الجولة، حيث طرح وزير خارجيتها بدر البوسعيدي مجموعة من المقترحات التي وصفها الجانب الإيراني بأنها “قد تشكل أرضية مناسبة للتقدم”، لكنها لا تزال قيد الدراسة دون تقديم التزامات مسبقة من أي طرف.

وأوضح البوسعيدي أن المحادثات أحرزت بعض التقدم لكنها “لم تكن حاسمة”، معرباً عن أمله في أن تتيح الأيام المقبلة توضيح المسائل المتبقية، بما يُمهّد الطريق نحو اتفاق “مستدام ومشرّف”.

 

جولة سادسة مرتقبة

ورغم غياب نتائج حاسمة، فإن الأطراف اتفقت على دراسة المقترحات العمانية بشكل موسع في عواصمها، على أن يُعلن لاحقاً عن موعد ومكان الجولة السادسة.

واختتم وزير الخارجية الإيراني عراقجي مشاركته برسالة نشرها على منصة “إكس”، قال فيها: “لقد حان وقت اتخاذ القرار”، في دعوة مباشرة للجانب الأميركي لتقديم تنازلات ضرورية لبلوغ اتفاق نهائي.

 

تصعيد وتحديات..

تجري هذه المحادثات في ظل توتر إقليمي متصاعد، وتحذيرات من احتمال تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية على المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما ردّت عليه طهران بتحذيرات مباشرة على لسان هيئة الأركان، مؤكدة أنها “سترد بقوة واقتدار على أي اعتداء”.

في السياق، التقى ويتكوف بمسؤولين إسرائيليين في روما، بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديدي برنياع، لتنسيق المواقف، ما أثار انتقادات من الجانب الإيراني الذي اعتبر هذه التحركات دليلاً على “تواطؤ أميركي مع محاولات إسرائيلية لتقويض الاتفاق”.

 

معضلة الاتفاق النووي

تأتي هذه المحادثات في سياق محاولات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، لتعيد فرض عقوبات مشددة على إيران ضمن سياسة “الضغوط القصوى”. وتطالب إيران الآن برفع شامل لتلك العقوبات كشرط لأي اتفاق جديد.

وفي حين ترى واشنطن أن وقف التخصيب شرط أساسي، تتمسك طهران بأنه “حق غير قابل للمساومة”، خاصة قبيل اجتماع مرتقب لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يونيو المقبل، والذي قد يشهد قرارات حاسمة حول الملف الإيراني.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *