هل تنجح الوساطات لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟

شؤون آسيوية – خاص –

في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، كشفت مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” الأميركي عن مناقشات تجريها الولايات المتحدة مع إيران بشأن إمكانية عقد اجتماع غير مسبوق بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

الهدف من هذا الاجتماع المتوقع هو بحث سبل إعادة إحياء الاتفاق النووي ووقف التصعيد العسكري بين الجانبين، وعلى الرغم من عدم حسم انعقاد الاجتماع بين ويتكوف وعراقجي، يُنظر إليه كمحاولة أخيرة من ترامب لتفادي اندلاع حرب شاملة في المنطقة، واستعادة الزخم الدبلوماسي، وأوضح المسؤول أن اللقاء يهدف إلى إطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة لتسوية نووية شاملة وإنهاء المواجهة العسكرية.

ضغط أميركي باستخدام “القنابل الخارقة”

مسؤول أميركي أكد لموقع “أكسيوس” أن الرئيس دونالد ترامب يستخدم تهديدات بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات كوسيلة ضغط على إيران، موضحاً أن منشأة “فوردو” النووية تمثل الهدف الأساسي، وأن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كافة الوسائل لمنع استمرار تطوير البرنامج النووي الإيراني.

الموقف الإيراني الرافض للتفاوض في ظل العدوان

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صرح بأن “الحديث عن المفاوضات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لا مبرر له”، مؤكداً أن إيران تركز على ردع العدوان الذي يستهدف الأمن القومي، كما أفادت مصادر إيرانية لقناة CNN أن طهران لن تدخل في أي مفاوضات مع واشنطن قبل إكمال ردها الانتقامي.

إسرائيل ترفض وقف الحرب وترفض التفاوض

على الجانب الإسرائيلي، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوضوح أن “الزمن الآن هو للحرب، لا للمفاوضات”، متوعداً بتصعيد العمليات العسكرية ضد إيران، في الوقت نفسه، أكدت مصادر أوروبية أن فرنسا وبريطانيا تدعمان إسرائيل عسكرياً، مما يزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.

دور الوساطات الإقليمية والعراقيل المستمرة

تحاول بعض الدول، مثل سلطنة عمان وقطر، لعب دور وساطة لوقف التصعيد، حيث حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، من التداعيات الخطيرة للاستهداف الإسرائيلي غير المحسوب لمنشآت الطاقة في إيران، مشدداً على أهمية دعم المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران.

وخلال مؤتمر صحفي عقده الأنصاري اليوم في الدوحة أكد أن وقف التصعيد ما بين إيران وإسرائيل والجلوس على طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي هو الحل.

كما أعلن أن الدول في المنطقة تدعم الوصول إلى اتفاق معرباً عن حرص قطر على التعاون مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة التفاوض ووقف التصعيد.

وندد الأنصاري بالهجوم الإسرائيلي على حقل بارس الغازي في الجزء الإيراني، ووصف الاستهداف بأنه خطوة غير محسوبة وتحمل تداعيات خطيرة، واعتبر أنها تعكس تصرفات غير مسؤولة.

كما تواصل سلطنة عُمان جهودها الدبلوماسية لاحتواء التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، ومنع توسّع نطاق التوترات الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة،

أما الكرملين فأعلن اليوم أنه يرى أن إسرائيل لا تريد جهود وساطة في صراعها مع إيران في الوقت الراهن وسط ما وصفه بأنه “تصعيد سريع”.

وفي مؤتمر صحفي دعا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجانبين إلى الالتزام بضبط النفس قائلاً إن مستوى الضبابية بشأن ما يحدث بلا حدود، وأكد بيسكوف على أن عرض روسيا الخاص بالوساطة إذا اقتضى الأمر لا يزال قائماً.

لكن حتى الآن لم تُسجل نتائج ملموسة بسبب تشدد المواقف الإسرائيلية وتمسك إيران بحق الرد والدفاع عن سيادتها.

شروط إيران لعقد مفاوضات حقيقية

ترتبط إمكانية عقد مفاوضات مباشرة بوقف العدوان واحترام السيادة الوطنية، وهو ما تشدد عليه طهران في مواقفها الرسمية، معتبرةً أن أي اتفاق يجب أن يُبنى على أساس من الاحترام المتبادل دون شروط مسبقة.

وتواجه المنطقة مفترق طرق حاسم بين خيارين: تصعيد عسكري شامل قد يؤدي إلى حرب واسعة، أو الانخراط في دبلوماسية حقيقية تحترم مصالح جميع الأطراف، وهو الخيار الذي تدعمه إيران بشدة في ظل الأزمة الحالية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *