إسرائيل تقصف نفسها.. صاروخ اعتراضي من منظومة القبة الحديدية ينطلق ثم يسقط بين مباني تل أبيب

شؤون آسيوية –

أظهرت لقطات مصورة من مدينة تل أبيب فشل عمل صاروخ اعتراضي من منظومة القبة الحديدية على ما يبدو، وسط دوي صافرات الإنذار تحذيرًا من ضربة صاروخية كانت قد أعلنت عنها إيران مسبقًا.

وفي التفاصيل، أظهرت لقطات مصورة مباشرة على الهواء الصاروخ الدفاعي الإسرائيلي وهو ينطلق ثم يعود ليسقط بين مباني وسط مدينة تل أبيب.

وكانت إيران شنت عدة موجات من الهجمات الصاروخية الباليستية استهدفت الأراضي الإسرائيلية، ردًا على العدوان الإسرائيلي الذي بدأ يوم الجمعة بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أسفر عن عشرات الضحايا ومئات الجرحى.

وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية الشهيرة، بما في ذلك منظومة القبة الحديدية، وسط تقارير عن سقوط العديد من الصواريخ، وسقوط قتلى، وأضرار ظاهرة في أنحاء من وسط إسرائيل.

هل فشلت شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة إيران؟

إلى ذلك، واجه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات، الذي بُني على مدى عقود بدعم مالي أميركي كبير، اختبارًا صعبًا خلال هذا الهجوم الصاروخي الإيراني.

فعلى الصواريخ الإيرانية مواجهة واحدة من أعقد منظومات الدفاع الجوي على وجه الأرض، وهي شبكة إسرائيلية متعددة الطبقات، كل طبقة منها أشبه بجدار من نار وحديد تنتظر الصاروخ وتترقب لحظة الانقضاض عليه والتعامل معه ومع مختلف التهديدات الجوية.

فإن نجا الصاروخ من اعتراض القبة الحديدية المصممة للصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، فالصاروخ أمام تحد أكبر، وبالتأكيد لن يستطيع أن ينجو من “مقلاع داوود” المدرج في منظومة الدفاع والردع متوسطة المدى، التي صممت لاعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار على مسافة بين 100 إلى 200 كيلومتر، وليس هذا فقط بل يستطيع هذا المقلاع تتبع مئات الأهداف في الوقت نفسه.

وإن استطاعت الصواريخ أو المسيرات المرور من هذه الطبقات الدفاعية المعقدة فإنها ستكون فريسة سهلة لمنظومة “السهم”، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، حتى تلك التي تحمل رؤوسًا غير تقليدية.

وتستطيع هذه المنظومة اعتراض الصاروخ خارج الغلاف الجوي لمسافة تتجاوز 2400 كيلومتر، أي أنها تغطي كامل المسافة التي يمكن أن تقطعها الصواريخ الإيرانية نحو الأهداف الإسرائيلية التي تبلغ من 1500 كيلو متر إلى 2200.

فالصواريخ “أرو 2″ و”أرو 3” تراقب الصاروخ القادم من الفضاء، ومستعدة للتدمير قبل الاقتراب من أي هدف حيوي.

وإذا حدث المستحيل، ونجا الصاروخ من كل هذه الطبقات، فستكون أنظمة ثاد الأميركية جاهزة للاصطياد.

ولكن ما جرى كان غير ذلك، إذ استطاعت الصواريخ الإيرانية تجاوز كل ما سبق من أنظمة الدفاع الإسرائيلية، لدرجة أن الأنظمة الدفاعية عالية التقنية والدقة ارتكبت خطأ وأطلقت النار على بعضها البعض، وذلك في قاعدة نيفاتيم.

إلى ذلك، توصلت أهم الاستنتاجات إلى أن الهجمات الأخيرة أثبتت أن لا منظومة محصنة مهما بلغت من التطور التكنولوجي، وخصوصًا عند الحديث عن قاعدة نيفاتيم الجوية الواقعة في صحراء النقب، وهي واحدة من أكبر القواعد الجوية الإسرائيلية، وتعد جزءًا من شبكة الدفاع التي تشمل منظومات القبة الحديدية والسهم، إضافة إلى النظامين الأميركيين باتريوت الذي كان يستخدم سابقًا وثاد الحديث.

وأقرّت السلطات الإسرائيلية بأن بعض الصواريخ أفلتت من الأنظمة وتسببت في “تدمير بعض المباني، وأكّد الجيش الإسرائيلي مشاركته في جهود اعتراض، إلا أنه رفض التعليق على المواقع الدقيقة وعدد عمليات الاعتراض الناجحة أو الفاشلة، مكتفيًا بالقول إن أنظمة الدفاع “قيد التشغيل الفعلي”.

هل فشلت القبة الحديدية الإسرائيلية من قبل؟

وهذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها مخاوف بشأن أداء أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في ظل نيران كثيفة ومنسقة.

ففي سبتمبر/ أيلول 2024، أطلق حزب الله دفعة كبيرة من الصواريخ على شمال إسرائيل، شملت مدنًا مثل صفد وحيفا وكرميئيل، ومثّل الهجوم اختراقًا نادرًا لقدرات القبة الحديدية، واعتُبر نقطة ضعف كبيرة في الدفاع الإسرائيلي.

ويُعتقد أن صواريخ حزب الله – الأكثر تطورًا وعددًا من صواريخ حماس – تتضمن مزيجًا من الذخائر قصيرة ومتوسطة المدى ودقيقة التوجيه.

المصدر: التلفزيون العربي

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *