مع استمرار جولات المفاوضات.. ترامب يعد بمفاجأة كبرى قبل وصوله إلى الشرق الأوسط

خاص شؤون آسيوية – ديما دعبول –

مفاجأة كبرى صرحت عنها مختلف وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بشكل عام مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث تأتي هذه الزيارة وسط حالة من الركود تشهدها المفاوضات الأمريكية الإيرانية وتأجيل الجولة الرابعة منها حتى الأحد المقبل.

وتتحدث التسريبات عن عزم ترامب اعتماد بلاده تسمية “الخليج العربي” بشكل رسمي بدلاً عن الخليج الفارسي، مما قد يثير الغضب الإيراني بعد إحراز تقدم بثلاث جولات من المفاوضات، حيث تم تقديم تقرير التغيير المحتمل بعد الاتصالات المتقدمة بين الولايات المتحدة وإيران بما يخص الاتفاق النووي.

الخليج العربي أم الفارسي؟

يُعرف الخليج الممتد قبالة السواحل الجنوبية لإيران باسم “الخليج الفارسي” في الأدبيات الغربية منذ القرن السادس عشر، إلا أنه شاع استعمال مصطلح “الخليج العربي” في الدول العربية، ما يعني أن هناك نقطة جدل وتوتر دائمة بين الطرفين.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها هذا الخلاف، ففي عام 2012، هددت إيران بمقاضاة شركة “غوغل” بسبب رفضها وضع اسم الخليج الفارسي على خرائطها، فأصبحت “غوغل” تتعامل بمراوغة لتستخدم مصطلحاً مزدوجاً في حين تتمسك شركة “أبل” بمسمى الخليج الفارسي.

رد الفعل الإيراني

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصف خطة الرئيس الأمريكي ترامب باعتماد تسمية “الخليج العربي” بدلاً عن “الخليج الفارسي” بأنها خطوة لها دوافع سياسية وعدائية وتفتقر لأي شرعية.

وأعلن عراقجي عبر منصة “إكس” اليوم الأربعاء أن “اسم الخليج الفارسي، مثل العديد من التسميات الجغرافية، له جذور عميقة في التاريخ البشري” مشيراً إلى أنه “معترف بها من قبل جميع المؤسسات الدولية والخرائط العالمية، وقد استخدم في المراسلات الرسمية من قبل قادة المنطقة أنفسهم حتى أواخر الستينيات”.

وأضاف أن “إيران لم تعترض يوما على استخدام أسماء مثل بحر عمان أو المحيط الهندي أو البحر العربي أو البحر الأحمر، حيث لا يعني استخدام هذه الأسماء ملكيتها من قبل أمة معينة، بل يعكس الاحترام المشترك للتراث الجماعي للبشرية”.

وكشف عراقجي عن نوايا عدائية تجاه إيران “المحاولات ذات الدوافع السياسية لتغيير الاسم التاريخي المعترف به للخليج الفارسي تدل على نوايا عدائية تجاه إيران وشعبها، وتستحق الإدانة القاطعة”، وتمثل “إهانة لجميع الإيرانيين، بغض النظر عن خلفياتهم أو أماكن إقامتهم”.

كما أعرب عراقجي عن أمله بأن تكون هذه “الشائعات السخيفة.. مجرد حملة تضليل يشنها “المحاربون الأبديون” لإثارة غضب الإيرانيين في جميع أنحاء العالم واستفزازهم”.

واختتم عراقجي منشوره بأن “أي خطوة قصيرة النظر في هذا الصدد لن يكون لها أي شرعية أو تأثير قانوني أو جغرافي، فإنها ستثير فقط سخط جميع الإيرانيين من مختلف الفئات والاتجاهات السياسية داخل إيران والولايات المتحدة وحول العالم.”

المحادثات بين أمريكا وإيران جيدة

وسط كل هذا الضجيج ظهر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، اليوم الأربعاء خلال لقاء في واشنطن مرتبط بمنتدى ميونيخ للأمن ليعلن أن المباحثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني تمضي على المسار الصحيح، مجدداً موقف بلاده بعدم السماح لإيران بإنتاج السلاح النووي.

وصرّح فانس أن “المحادثات الأمريكية مع إيران جيدة حتى الآن”، موضحاً أنه سيجري “إبرام اتفاق لمعاودة دمج إيران في الاقتصاد العالمي مع منعها من امتلاك سلاح نووي”.

وأضاف: “لا نكترث إذا كان الناس يريدون الحصول على الطاقة النووية، لا مشكلة لدينا بذلك، لكن لا يمكنك أن تمتلك برنامجاً لتخصيب اليورانيوم يتيح لك الحصول على السلاح النووي، هنا نرسم الحد الفاصل”.

وكشف فانس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحبذ الانتشار النووي، ومنفتح على الجلوس مع روسيا والصين في السنوات القادمة، لمناقشة خفض عدد الأسلحة النووية في العالم.

الجولة الرابعة من المفاوضات

تحدد مطلع الأسبوع المقبل ليكون موعد الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في العاصمة مسقط، بعد تأجيل قيل إنه بسبب ضرورات لوجستية، لتشهد فترة التأجيل هذه التلويح بدفعة جديدة من العقوبات الأمريكية، والتي شملت منذ بدء المفاوضات عدداً من الشركات الإيرانية، وعدداً آخر من الذي يبدي رغبة بالتعاون مع إيران لتصدير النفط الإيراني.

هذه الجولة سيتم عقدها قبيل موعد وصول ترامب إلى الشرق الأوسط بفارق زمني أقل من 48 ساعة، وستشهد هذه الزيارة اجتماع بين ترامب وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض، وبالتأكيد فإن الملف الإيراني سيكون على طاولة الاجتماعات إضافة إلى ملفات وقضايا أخرى.

وأثيرت العديد من التكهنات والتحليلات حول زيارة ترامب خاصة بعد تصريحه بأن لديه إعلاناً كبيراً للغاية قبيل زيارته، وذهبت بعض الفرضيات إلى حد توقع إعلان التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.

ويرى الخبير محمد صالح صدقيان أن الإيرانيين لديهم صلاحية من القيادة الإيرانية للتوصل مع الجانب الأمريكي لاتفاق بشرط إزالة العقوبات عن إيران، وأن تكون هناك ضمانات، في حين يبدو أن الجانب الروسي قد يكون هو الجانب المتكفّل بالحصول على هذه الضمانات وتحقيقها، مؤكداً على أهمية الجولة الرابعة رغم التحديات الكبيرة الموجودة، متوقعاً تطورات هامة لاجتماع ترامب وبوتين، مؤكداً على يقظة الطرف الإيراني الذي يطرح خياراً لكنه يفكر بكل الخيارات.

أهم وقت في تاريخ إيران

دونالد ترامب اعتبر أن هذه المرحلة تُعدّ “وقتاً بالغ الأهمية” لإيران، كاشفاً عن أمله في أن “يفعل الإيرانيون ما هو صائب” على حدّ قوله، وفي كلمة له يوم أمس الثلاثاء خلال مراسم أداء اليمين لستيف ويتكوف، الممثل الخاص لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى المفاوضات الجارية مع طهران قائلاً: “لن يمتلكوا سلاحاً نووياً”.

وأضاف ترامب للصحافيين: “إنه وقت حرج فعلاً. أقول لكم، بالنسبة لإيران وبلدهم، هذا وقت مهم جداً، بل أهم وقت في تاريخ إيران. وآمل أن يفعلوا ما هو صائب”.

وأكد الرئيس الأميركي: “أودّ أن أرى اتفاق سلام، اتفاق سلام قوي… نريد لإيران أن تكون بلداً ناجحاً، لا نريد أن نفعل شيئاً يعوق ذلك”، لكنه حذر قائلاً: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، وإذا اختاروا مساراً آخر، فسيكون الأمر مقلقاً جداً، هذا أمر لا نرغب فيه، ولكن لن يكون أمامنا خيار آخر”.

ستنطلق الجولة الرابعة بعد أيام وستتكشف بعدها نقاط الاختلاف والاتفاق أملاً في الوصول إلى حلّ يرضي الطرفين ويحقق السلام أخيراً.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *