شؤون آسيوية – كوالالمبور –

أشاد رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، بنجاح القمم التي جمعت بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى القمة الثلاثية التي ضمت الجانبين مع الصين، والتي انعقدت في كوالالمبور ضمن فعاليات القمة السادسة والأربعين لرابطة آسيان خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو الجاري.

واعتبر أن هذه القمم حققت نتائج ملموسة وأهدافًا استراتيجية بفضل وحدة وتضامن القادة المشاركين، مما يعكس نضجًا سياسيًا ورغبة جماعية في دفع التعاون الإقليمي نحو آفاق أوسع.

وخلال مؤتمر صحفي ختامي، أوضح إبراهيم أن هذه القمم تمثل أول لقاء رسمي واسع النطاق بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي، بعد لقاء تعريفي سابق استضافته العاصمة السعودية الرياض عام 2023، وشهدت هذه الاجتماعات مناقشات معمّقة نتج عنها بيان مشترك يُحدد عناصر التعاون المستقبلي، بما في ذلك خطوات تنفيذية وتعاون تقني ملموس مع الجانب الصيني، وإن لم يتم الكشف عن تفاصيله بعد.

وأكد رئيس الوزراء الماليزي أن مشاركة قادة مجلس التعاون والصين حظيت بتقدير كبير، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، لافتًا إلى أن القمم الثلاث ناقشت قضايا محورية تعكس الأهمية المتزايدة لتحالفات متعددة الأطراف في عالم متحوّل. كما شدد على أن التكتلات الإقليمية – كآسيان ومجلس التعاون – أصبحت فاعلة ومؤثرة، ولم تعد رهينة للهيمنة الغربية في رسم السياسات العالمية.

في الشأن الاقتصادي، كشف إبراهيم عن التوجه لإطلاق مفاوضات رسمية تهدف إلى التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي، بما يعزز من الترابط الاقتصادي ويوفر فرصاً استثمارية وتجارية أوسع.

أما في ملف بحر الصين الجنوبي، فقد تطرق إبراهيم إلى المحادثات الجارية بين الفلبين والصين، والتي تتراوح – حسب تعبيره – بين التوافق والاختلاف، لكنه أشار إلى وجود أرضية مشتركة قابلة للبناء عليها لتجاوز التوترات وتحقيق استقرار دائم في المنطقة.

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، أن هذه القمة الثلاثية تُعد استجابة ضرورية “لنداء العصر”، في ظل عالم يشهد تقلبات سياسية واقتصادية متسارعة، مشيرًا إلى أن القمة تُعد خطوة رائدة في دعم التعاون الإقليمي من أجل بناء مستقبل أكثر ترابطًا وازدهارًا.

وقد شاركت المملكة العربية السعودية في القمم برئاسة وزير خارجيتها، الأمير فيصل بن فرحان، ممثلاً لولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان. وأكد الأمير فيصل في كلمته أن المملكة تدعم بقوة تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن القمة الخليجية – الآسيوية – الصينية تُعد امتدادًا للتعاون الذي انطلق في قمة الرياض عام 2023، والذي أسس لشراكة استراتيجية طموحة ومتكاملة.

وبهذا، شكّلت القمم الثلاثية في كوالالمبور علامة فارقة في مسار التعاون بين الشرق الآسيوي والعالم العربي، ورسّخت توجهًا جديدًا نحو شراكات استراتيجية متوازنة، تتخطى الاصطفافات التقليدية، وترتكز على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *