شؤون آسيوية – بيروت –
عند تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء وبتوقيت المقاومة اللبنانية دخل وقف إطلاق النار بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي عقب إعلان رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو ” أمس الثلاثاء بأنّ “الكابينت المصغّر “وافق على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل،ومتوعّداً بـ”الرد بقوة” على أي خرق للاتفاق من قبل حزب الله.
وقد أوضح ” نتنياهو” عقب انتهاء اجتماه المجلس أنّ أسباب وقف إطلاق النار هي “التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصل الساحات العسكرية.
“. أشارت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي إلى بعض التفاصيل التي يتضمنها الاتفاق، إذ يشمل عدم قيام “إسرائيل” بأي عمل عسكري ضد لبنان، مع سانسحاب تدريجي لقواتها من جنوبيّ “الخط الأزرق” في لبنان، خلال مدة تصل إلى 60 يوماً.
بالإضافة إلى أنّ الاتفاق يتضمّن أنّ كلّاً من لبنان وكيان الاحتلال يلتزم قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وفقا للإعلام الإسرائيلي.
الردود الإسرائيلية
جاء تعليق رؤساء مستوطنات الشمال بأنّ هذا الاتفاق هو “استسلام ورفع للراية البيضاء”، وأنّه “تسوية محزنة واتفاق استسلام من الحكومة الإسرائيلية لحزب الله”، في ظل الواقع الصعب الذي يعيشونه مع استمرار عمليات المقاومة الإسلامية.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير ” أنّ الاتفاق مع لبنان مُوقّع على الجليد، معتبراً أن حزب الله سيعود للتسلّح مرة أخرى.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير أن الحرب في لبنان “يجب أن تنتهي عندما تهزم إسرائيل الطرف الآخر”ويرى بن غفير أن إسرائيل “تضيّع فرصة تاريخية لتركيع حزب الله وبإمكانها الاستمرار في سحقه”.
بدوره، قال زعيم حزب معسكر الدولة “بيني غانتس ” إنّه من المستحيل الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان، مؤكداً أنّ انسحاب القوات الآن والديناميكيات التي ستنشأ عنه سيصعّبان الأمر على إسرائيل، ومن ثم سيسهل على حزب الله إعادة تنظيم صفوفه.
وشدد غانتس على “تجنب العمل بشكل غير مدروس أو تفويت الفرصة للتوصل إلى اتفاق قوي لتغيير الوضع في الشمال جذريا”.
كما قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن التسوية مع لبنان جيدة لإسرائيل، داعيا لإنهاء التحرك العسكري بتحرك سياسي.
وقال إنه كان من الصواب التوصل إلى تسوية مع لبنان قبل 10 أشهر.
وبخصوص الأسرى في غزة، قال إن ما سيعيدهم هو صفقة كان من الممكن إبرامها في أبريل/نيسان أو في يوليو/تموز الماضيين.
ردّ حزب الله
في ردّ أولي، ذكر ” محمود قماطي ” نائب رئيس المجلس السياسي للحزب -في لقاءه مع الجزيرة- “نشكك بالتزام نتنياهو ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق”.
وأضاف: يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة اللبنانية غداً.
بالمقابل طالب رئيس الوزراء اللبناني ” نجيب ميقاتي ” المجتمع الدولي بـ”تنفيذ فوري” لوقف إطلاق النار، مندداً بالقصف “الهستيري” الذي طال العاصمة بيروت اليوم.
وكان الرئيس الأميركي ” جو بايدن ” قد أعلن في وقت سابق، أنّ لبنان و”إسرائيل” وافقا على مقترح وقف إطلاق النار، مؤكداً في خطابٍ من البيت الأبيض الثلاثاء، أنّه لن يكون هناك جنود أمريكيون في جنوب لبنان، معتبراً أنّ “هذا وعده للشعب الأميركي”.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار جاء بعد ان وسّعت ” إسرائيل ” ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق عدوانها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن ما محصلته 3754 شهيداً و15 ألفاً و626 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو 1.4 مليون نازح، وفقاً لبيانات لبنانية رسمية.