شؤون آسيوية – دمشق –
أطلقت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا وجبهة النصرة صباح “أمس” الأربعاء عملية برية ضمن غرفة عمليات ما أسمته “الفتح المبين” ضد قوات النظام السوري والقوات الحليفة (الإيرانية والروسية) على محاور ريف حلب الغربي.
وشهدت منطقة الشمال السوري حركة نزوح واسعة، حيث ارتفعت أعداد النازحين إلى مستويات قياسية اعتُبرت الأعلى منذ سنوات، متجاوزة أكثر من 10 آلاف و728 عائلة، وما عدده 57 ألفاً و432 نازحاً حتى مساء أمس الأربعاء في ريفي حلب وإدلب، وذلك حسب بيان “منسقو استجابة سوريا”.
بدورها أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية صباح اليوم بياناً أعلنت فيه قيام التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية ” بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح الأربعاء بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة والنقاط العسكرية التابعة لها، وأنّ القوات السورية المسلحة وبالتعاون مع القوات الصديقة تصدت للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن.
على الصعيد الميداني
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم “الخميس” أنّ محصلة عدد القتلى العسكريين منذ فجر أمس الأربعاء جاءت على الشكل التالي: 106 قتيل من “هيئة تحرير الشام”، 20 قتيلاً من فصائل “الجيش الوطني”، 61 قتيلاً من قوات النظام والقوات الموالية، بالإضافة إلى 19 مدنياً على الأقل.
وقد أسرت هيئة تحرير الشام 12 عنصراً من قوات النظام في قرية عاجل ومحيط الجمعيات القريبة منها، وعنصرين آخرين بريف حلب الغربي.
ونقلت وكالة تاس مساء اليوم أن مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا يعلن تحييد أكثر من 400 من إرهابيي “جبهة النصرة” في حلب وإدلب خلال يوم واحد بدعم من القوات الجوية الروسية.
وتوالت الأنباء عن انقطاع طريق “حلب-دمشق” الدولي، كسابقة أولية منذ أن أعيد فتحه عام 2020م، بعد توقيع اتفاق “خفض التصعيد”، بالإضافة إلى السيطرة على عقدة الطريقين الدوليين
“m4″ و”m5” عند مدينة سراقب.
على الصعيد الإنساني
دعا منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا “آدم عبد المولى”، ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية “راماناثان بالاكريشنان”، في بيان مشترك إلى حماية المدنيين والأصول المدنية.
وقد أعرب نائب المنسق الإنساني الإقليمي للأزمة السورية “ديفيد كاردن”، عن قلقه العميق إزاء تأثير التصعيد الأخير للأعمال العدائية في شمال غرب سوريا على المدنيين، وخاصة الأطفال.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة “فرحان حق” أنّ ثلاثة فتيان لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما قتلوا يوم أمس، فيما أصيب أكثر من اثني عشر طفلا آخرين في قصف مدفعي في إدلب وغرب حلب، “وكان جميع الأطفال في مؤسسة تعليمية وقت الهجوم”.
عملية ” رد العدوان “
وأعلنت الفصائل المسلحة أنّ العملية جاءت للرد على حشودات قوات النظام السوري والموالية له بالمنطقة، ولمنع خطرهم على المدنيين.
وقال القيادي العسكري في إدارة العمليات العسكرية “حسن عبد الغني ” إنّ إطلاق عملية ردع العدوان” ضد قوات الأسد في ريف حلب الغربي يهدف إلى “كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشيات الأسد”.
بدورها أفادت وسائل محلية سورية موالية للنظام بوصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية إلى محاور القتال في جبهات ريف حلب الغربي بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط قبتان – الجبل و الشيخ – عقيل عنجارة ومحور الفوج 46، وسط تواصل القصف الجوي والمدفعي على مواقع الفصائل المسلحة المعارضة في ريفي حلب وإدلب، وتصعيد ينذر باحتمال بدء عملية عسكرية كبيرة في إدلب، فيما أعلنت فصائل المعارضة على مواقع تابعة لها استعادة سيطرتها على 11 منطقة كانت خاضعة لسيطرة الحكومة وأسر عناصر واستحواذها على آليات عسكرية في ريف حلب الغربي.
بالتزامن مع ذلك، شهدت مدينة دير الزور تحركات عسكرية مكثفة تابعة للنظام السوري تضمنت تحصين مقارها واستقدام تعزيزات إلى نقاطها في المنطقة، حيث وصلت شاحنات محملة بالأسلحة والذخائر قادمة من منطقة البوكمال إلى مركز المدينة، مع توقعات بأن يتم إرسالها إلى مناطق الاشتباك في ريف حلب الغربي.
يشار إلى أنّ هذه العملية تعد أول اختراق لخطوط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في مارس/ آذار 2020م برعاية روسية – تركية.