Monday

10-03-2025 Vol 19

حزب الله سيشيّع الشهيدين نصرالله وصفي الدين في 23 فبراير

شؤون آسيوية – بيروت – أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن موعد تشييع “سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله الذي استشهد في وقت كانت الظروف صعبة” ولم يكن لدى الحزب إمكانية القيام بواجب التشييع الذي يليق به، “هذا الذي استحوذ على قلوب الأمة وقلوب العالم، هذا الشهيد استطاع أن يكون نموذجًا ورمزًا وقائدًا ومعشوقًا ومحبوبًا ومُتفانيًا في سبيل الله تعالى، هذا الشهيد هو أيقونة حقيقية أمام كل العالم وأمام كل الأحرار وأمام كل العطاءات”.
وأوضح قاسم أن الحزب كان قد دفن السيد نصرالله وديعة كل هذه الفترة وقد ارتأى أن يختار يوم الأحد 23 فبراير الجاري، من أجل إقامة تشييع جماهيري واسع له، وفي الوقت نفسه، سيتم تشييع السيد هاشم صفي الدين بصفة أمين عام، لأنّه بعد ثلاثة أيام من استشهاد السيد نصرالله في 27 سبتمبر، تم انتخاب السيد هاشم كأمين عام، لكنه استشهد في 3 أكتوبر قبل الإعلان عن انتخابه. التشييع سيكون واحدًا، لكن الدفن سيكون في مكانين، دفن السيد حسن سيكون في قطعة أرض على طريق مطار بيروت، أما السيد هاشم فسيكون دفنه في بلدته دير قانون. وأشار الشيخ قاسم إلى أن حزب الله قد رفع شعارًا لمراسم التشييع هو “إنّا على العهد”، وأوضح: “نحن مستمرون إنّا على العهد، إن شاء الله سنستمر على نهج السيد الشهيد(نصر الله) والسيد الهاشمي (صفي الدين) وسنكون من الذين يحملون هذه الراية إلى آخر المطاف إن شاء الله تعالى وإلى الانتصارات المتتالية.”
وتناول الشيخ قاسم التطورات في جنوب لبنان ورأى أن الدولة اللبنانية وافقت على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي إلى 18 فبراير الجاري، وبالتالي هي مسؤولة كامل المسؤولية لتُتابع وتضغط وتُحاول أن تمنع أقصى ما تستطيع، من خلال الرعاة ومن خلال الضغوطات الدولية، كي تتوقّف الخروقات الإسرائيلية وهذا العدوان الإسرائيلي. واعتبر أنه لا توجد خروقات فقط، بل يوجد عدوان ابتدائي على مناطق خارج منطقة جنوب الليطاني، لأنّ الاتفاق لا علاقة له بهذه المناطق.
قاسم أكد أن حزب الله والمقاومة الإسلامية صبرا كل هذه الفترة لأنّهما يريدان أن تأخذ الدولة اللبنانية فرصتها الكاملة من أجل أن تُحقّق وقف إطلاق النار والالتزام بالاتفاق، مشيراً إلى أن المقاومة ستتصرّف في الوقت المناسب للرد على العدوان.
وأشار قاسم إلى أن “هناك حملة مُضادة على حزب الله وحركة أمل والمقاومة بشكل عام، ترعاها أمريكا ودول كبرى وإسرائيل، ويتواكب معها فريق (لبناني) داخلي يُروّج للهزيمة، بينما شعبنا يُدرك تمامًا أنه انتصر بعناوين وخسر وضحّى بعناوين أخرى، نحن لم نتحدث عن نصر مُطلق، نحن تحدّثنا عن نصر مُرتبط بالصمود ومُرتبط بالاستمرارية وبكسر الاجتياح الإسرائيلي وبعدم إنهاء المقاومة، هذه العناوين هي أهداف استطعنا أن نُحقّقها وهذا مُهم جدًا وانتصار. في المقابل هناك خسائر وتضحيات، بعناوين أخرى خسرنا سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، وقادة شهداء، وشهداء كثر، وجرحى، وأسرى، وكذلك هناك تهديم لبيوت وقرى ومزارع، هذه خسائر حقيقية موجودة على الأرض وفي الميدان، لكنها المعركة، فيها أرباح وفيها خسائر”.
قاسم أوضح أنّ جمهور الحزب يعيش هذه العزّة ويريد تحرير الأرض والمقاومة وكل المقاومين وكل الشعب وكل الجمهور الذي يُشارك في هذا العمل المقاوم، مرفوعو الرأس، “فنحن أمام صمود أسطوري قلّ نظيره من قبل المجاهدين وأمام عطاءات استشهادية حقيقية.”
وذكّر قاسم بمشهد يوم الأحد 26 يناير الماضي، اليوم الستين الذي انتهى فيه مفعول اتفاق وقف إطلاق النار والذي يتطلّب انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان، حيث اندفع أهالي القرى الحدودية وذهبوا إلى المواقع الأمامية، رجالاً، أطفالاً، نساء، واجهتهم الدبابات الإسرائيلية وأطلقوا عليهم النار من الجو والأرض، ولكنهم لم يتزحزحوا، بقوا في الميدان، ارتقى 25 شهيدًا، وعشرات الجرحى، ووقع أسرى أيضًا، مع ذلك لم يتزحزحوا من المكان، هذا موقف تحرير شعبي، هذا موقف نبيل لاستعادة الأرض، هذا موقف من يعشق أن يتمسك بأرضه مهما كانت التضحيات ومهما بلغت، هذا مشهد عظيم يجب أن يُسجّل وأن يُدوّن في التاريخ، هؤلاء يصنعون الحاضر والمستقبل، وهؤلاء سيدوّنون التاريخ النبيل والوطني والحر والمستقل.
وتحدث عن رجل حمل جُمجمة ابنه وعندما سألوه ما هو شعورك؟ قال أنا شعوري مثل ما كان الإمام الحسين يحمل طفله في كربلاء، سألوه إن كان سيستمر في المجيء إلى الحدود ومواجهة الاحتلال، قال نعم نحن سنستمر، أنا والأولاد والأحفاد.
ورأى قاسم “أن هذا التحرير الشعبي يتكامل مع المقاومة الجهادية المسلحة ويتكامل مع الجيش اللبناني، هذا الجنوب أعطى لنا صورة عظيمة، فهو يقول لا إمكانية لإسرائيل أن تبقى فيه، لا إمكانية لإسرائيل أن تبقى محتلة، وليعلم الجميع أنّ التضحيات مهما بلغت ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحرير الأرض وإلى خروج إسرائيل.”
وأكد أمين عام حزب الله أنهم “أصحاب مبادئ وكرامة، الذي لديه مبدأ لا يتخلى عنه عندما يُجرح أو عندما يتأذى، الذي لديه مبدأ لا يستسلم عندما يُضغط من الطغاة ومن أولئك الفجرة الذين يُريدون الفساد في الأرض. نحن لا تُغرينا المكتسبات، لا تُغرينا مكتسبات تبعية أمريكا، لا تُغرينا مكتسبات العمالة، لا تُغرينا مكتسبات أن يبقونا على قيد الحياة لنأكل ونشرب وهم يضغطون علينا بكل خياراتنا، لا نحن هذا لا يُغرينا، نحن نقبل الكرامة والعزة حتى لو قُتلنا جميعًا،.. يقولون لنا فلنقل لكم شيئًا، الآن عاصفة، انحنوا للعاصفة، لا يا أخي هذه ليست عاصفة، هذا خيار، خيار أجنبي للتبعية وللإذلال ولتكريس إسرائيل، إذا لم نقف في وجهه الآن متى نقف، إذا لم نوقفه في بدايته لن نستطيع أن نوقفه لاحقًا، لذلك هذا الإجرام المبالغ فيه الذي يستخدمونه هو لأجل تركيعنا، نحن لن نركع، لن نستسلم، المقاومة الإسلامية ستبقى، حزب الله سيبقى، الراية ستبقى مرفوعة، لن نُغيّر من اتجاهنا ومن قناعاتنا لأنّها مبنية على الحق، نحن لماذا نُقاوم؟ لأنّ أرضنا محتلة، نحن لماذا نواجه؟ لأنّنا نرفض التبعية، نحن لماذا نُضحّي؟ لأننا نريد أن ننقل لأجيالنا وطناً عزيزاً كريماً، نحن لماذا نقول لا لإسرائيل ولا لأمريكا؟ ولماذا نُواجه بكل هذه التضحيات؟ لأنّهم جماعة يريدون إفساد العالم والسيطرة على كل شيء.”

شؤون آسيوية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *