Saturday

31-05-2025 Vol 19

تمهيداً للحل السياسي.. أنقرة تترقب حل حزب العمال الكردستاني

شؤون آسيوية – أنقرة –

 

بعد مرور أكثر من شهرين على دعوة الزعيم الكردى المسجون فى تركيا عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني الذي يترأسه إلى حل نفسه وإلقاء سلاحه، أعلن الحزب أنه عقد هذا الأسبوع مؤتمراً أنهى أعماله بنجاح.

وأوضح الحزب في بيان، أن “المؤتمر الثاني عشر للحزب عقد بنجاح في مناطق شمال سوريا فى الفترة من 5 إلى 7 أيار/مايو الجاري، بناء على دعوة القائد عبد الله أوجلان”.

كما أضاف البيان أن “قرارات ذات أهمية تاريخية اتخذت على أساس دعوة القائد” لنزع السلاح وحل الحزب. وأنه سيعلن “في المستقبل القريب جدا” عن تلك القرارات.

 

كيف تعاطت تركيا مع ما صدر عن حزب العمال الكردستاني ؟

عقد المؤتمر في حد ذاته وصف بأنه خطوة مهمة، لأن تركيا كانت منذ البداية تطالب حزب العمال الكردستاني بضرورة ترك السلاح وحل نفسه، ولكن كما قال أوجلان في قبل شهرين عندما دعا الحزب لحل هذا الموضوع أنه بحاجة إلى عقد مؤتمره العام، لأن ما تريده تركيا بالأساس هو حل الحزب وترك السلاح كخطوة أولى للبدء بعملية حل سياسي للمشكلة الكردية.

ربما الموقف الأكثر وضوحا صدر في تركيا عن حزب المساواة والديمقراطية الكردي الممثل داخل البرلمان التركي، وهو حزب ذو طابع كردي. وصف هذا بالخطوة التاريخية وأنها تحمل معاني مهمة للغاية وتؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الحوار.

هناك مطالب تتحدث عنها تركيا، والحكومة التركية تطالب من حزب العمال الكردستاني، حل نفسه وإلقاء السلاح. واضح أن الأكراد أيضا هم في انتظار خطوات أخرى من قبل الحكومة التركية، وهذا ما وضحه حزب المساواة والديمقراطية عندما تحدث عن أهمية هذه الخطوة وضرورة أن تقابل بخطوات مماثلة من تركيا، تضع أسس سياسية وقانونية لتحقيق السلام وحل المشكلة الكردية بالطرق السلمية.

 

في ظل هذه التطورات.. هل تركيا أمام مرحلة جديدة تنهى فيها صراعا دمويا دام لعشرات السنيين مع المسلحين الأكراد؟

الطريق نحو السلام وحل المشكلة الكردية لا شك أنه طريق صعب وطويل، خاصة أنه جاء بعد سنوات طويلة من الصراع المسلح بين الطرفين بالفعل أودى إلى مقتل أكثر من أربعين ألف شخص.

تركيا حاولت في عهد الرئيس أردوغان وتحديدا في عام 2013 إيجاد حل سلمي للمشكلة، بعد إعلان أيضا أطلقه أوجلان وحزب العمال الكردستاني عن وقف لإطلاق النار حينها، لكن هذه المساعي باءت بالفشل.

الآن نحن أمام فرصة جديدة. الكثير هنا في تركيا يعلقون عليها أكثر من السابق بسبب المتغيرات الحاصلة في المنطقة وتحديدا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والعلاقة المميزة بين تركيا والنظام الجديد في سوريا ومحاولات حل مشكلة الأكراد والتواجد المسلح في سوريا، وهذا يأتي ضمن خطة أوسع يبدو أنها تشمل أيضا أكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني.

نجاح هذه المساعي واضح أنها ستتوقف على مواقف الطرفين، فهناك كل طرف يطالب الطرف الآخر بتقديم خطوات كما هو معروف. تركيا تطالب الحزب بحل نفسه وترك السلاح، لكن أيضا مطلوب من تركيا اتخاذ خطوات ذات جانب قانوني وسياسي في هذا المجال، وبالتالي الطريق ما زال في بدايته، لكن الآمال ما زالت موجودة لدى الطرفين.

 

المصدر: مونت كارلو

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *