Sunday

01-06-2025 Vol 19

مناورة إقليمية إيرانية.. وجولة المحادثات الرابعة تمهد لبحث الخطوط الحمراء

شؤون آسيوية – طهران – إعداد: رغد خضور –

 

في وقت بالغ الحساسية، وقُبيل الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة، زار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كلاً من السعودية وقطر، لتبادل وجهات النظر مع دول الجوار وإطلاعها على آخر تطورات المفاوضات.

عراقجي ناقش مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مستجدات المفاوضات مع واشنطن، انطلاقاً من سعي الرياض للانفتاح على التفاهم الإقليمي الذي يتطلب استقراراً طويل الأمد، ليتوجه بعدها إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر الحوار العربي-الإيراني، خاصة وأن طهران تعول على الدور القطري كوسيط موثوق يتمتع بعلاقات متوازنة مع كلا الطرفين، وفقاً لوسائل إعلامية.

 

توقيت الزيارة..

تتزامن هذه الزيارة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جولته التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، الأمر الذي يضيف بعداً دولياً جديداً للجهود الإقليمية الرامية إلى تهدئة التوترات، بحسب وسائل إعلامية..

وجاءت هذه الزيارة على وقع خلاف حول التسمية الجغرافية للخليج، حيث كان ترامب، أعلن، في وقت سابق، عزمه اتخاذ قرار بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها واشنطن بشأن الخليج، حيث يرى خبراء أن هذه القضية تعكس التوترات المتجددة وتُبرز الحاجة إلى مزيد من الحوار والتفاهم المشترك.

وفي هذا السياق أفادت تقارير إعلامية بأن ترامب يريد إطلاق اسم الخليج العربي أو خليج العرب على المسطح المائي، الذي تصر طهران على تسميته الخليج الفارسي، ما آثار ردود فعل في عموم إيران.

وكان رد عراقجي على هذه التصريحات بتحذير نشره عبر منصة إكس واصفاً أي محاولة لتغيير التسمية بأنها عدائية تجاه إيران وشعبها.

 

مفاعيل إقليمية..

التقارب الحاصل بين مواقف إيران والدول الخليجية بشأن ضرورة تقليص التوترات في المنطقة أعطى هذا البعد للزيارة، حيث سعى عراقجي لتبادل الآراء مع الدولتين العربيتين وإطلاعهما على سير المفاوضات، ما يُشير إلى تحولات جيوسياسية كبيرة في المنطقة.

وبحسب خبير الشؤون الإقليمية، محمد بيات، في تصريح نقله موقع “الجزيرة نت”، فإن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت أكثر تقبلاً لفكرة الاتفاق بين طهران وواشنطن، فضلاً عن إدراكها لضرورة كبح التصعيد الإسرائيلي في غزة والحد من التوترات في المنطقة، ما يُسهم في تقوية العلاقات بين إيران والخليج.

فيما يرى محللون أن هذه الزيارة تعكس مساعي طهران لإعادة تموضعها إقليمياً في ظل متغيرات جيوسياسية متسارعة، حيث أوضحت خبيرة شؤون الخليج هدى اليوسف، لـ”الجزيرة نت”، أن الزيارة تحمل رئاسل متعددة أبرزها تقليص فجوة الثقة مع مجلس التعاون الخليجي، وتأكيد رغبة طهران في حل القضايا الإقليمية عبر الحوار.

 

مناورة إقليمية..

ترى وسائل إعلامية أن إيران تسعى من خلال هذه الجولة لطمأنة دول الخليج من خلال إشراك السعودية وقطر في مناقشات الملف النووي، وتخفيف مخاوف دول الجوار من تداعيات أي اتفاق محتمل، خاصة في قطاع النفط والأسواق العالمية.

كما تهدف الزيارة إلى تعزيز التقارب السعودي الإيراني الذي بدأ بوساطة صينية عام 2023 لتثبت موقعها كشريك إقليمي موثوق، إلى جانب مساعيها لكسب مرونة إدارة ترامب التي أبدت انفتاحاً نسبياً مقارنة بمواقفها السابقة.

بالمقابل، ينظر البعض إلى هذه التحركات على أنها مناورة لكسب الوقت في ظل الضغوط الداخلية والاقتصادية التي تواجهها طهران، والتي تجعلها بحاجة لتخفيف العقوبات دون تقديم تنازلات كبيرة.

 

البرنامج النووي..

من أهم المسائل في المفاوضات النووية هي مصير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وفي هذا السياق، ذكرت بعض الصحف الإيرانية أن برنامج تخصيب اليورانيوم أصبح من أهم القضايا المطروحة في المفاوضات الإيرانية الأمريكية، حيث تعتمد واشنطن موقفاً مزدوجاً من القضية في حين تُصر طهران على الحفاظ على هذه القدرة كجزء من حقوقها.

محلل الشؤون الدولية قاسم محب علي رأى أن تصريحات مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكون عن وقف المفاوضات إذا لم تكن الجولة الرابعة مثمرة، دعاية بهدف ممارسة الضغط، إذا، وفقاً له، فإن الخروج من المفاوضات ليس من مصلحة أي من الطرفين.

وكان بعض المسؤولين الأمريكيين، قد اقترحوا تقييد تخصيب إيران إلى مستوى 3.67% (المناسب للوقود النووي التجاري) وتطبيق عمليات تفتيش موسعة، فيما شدد آخرون على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو هدف يراه العديد من المحللين المستقلين والمسؤولين الإيرانيين “غير واقعي”.

وبما أن إيران طورت قدرة تخصيب اليورانيوم على مدار ما يقرب من عقدين، فإنها تصر على الحفاظ على هذه القدرة كجزء من حقوقها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). من وجهة نظر طهران، يعد التخصيب رمزاً للاكتفاء العلمي والصناعي، بالإضافة إلى كونه جزءًا من دورة الوقود النووي المدني.

 

الجولة الرابعة..

في سياق متصل، اختتمت إيران والولايات المتحدة، أمس، الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بوساطة عمانية، والتي وصفتها طهران بـ”صعبة ولكن مفيدة”، ووصفها مسؤول أمريكي بأنها كانت “مشجعة”.

مسقط أكدت أن الجولة الرابعة تضمنت أفكاراً مفيدة وجديدة، ولربما ستتجه المفاوضات بعدها لبحث القضايا التي يعتبرها كل طرف من “الخطوط الحمراء”.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *