Saturday

31-05-2025 Vol 19

باحث إيراني: العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة تهديد مباشر لإيران

خاص شؤون آسيوية – طهران – حوار أمينة سليماني –

 

بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قراره برفع العقوبات عن سوريا، خلال زيارته إلى السعودية، برز الحديث عن تأثير تطوير العلاقات بين واشنطن ودمشق على دول المنطقة وخاصة إيران، وكيف تنظر طهران إلى هذا التطور، وإذا ما كان ذلك يرتبط بمسألة رفع العقوبات.

هذا الأمر يجب أن يُناقش من خلال عدة محاور، وفقاً للخبير بالشأن السوري، علي رضا شاه محمدي، الذي بين في حوار مع “شؤون آسيوية”، أن المحور الأول يتعلق بكيفية تأثير السياسات الإعلامية والإقليمية على صورة إيران في المنطقة في السنوات الأخيرة، كان هناك تصوير مستمر في وسائل الإعلام بأن إيران ووجودها في المنطقة يتسبب في معاناة اقتصادية، في حين أن التقارب مع الغرب قد يؤدي إلى تقدم اقتصادي، وهذا التصور قد يكون له تأثيرات سلبية على صورة إيران في المنطقة.

ويوضح محمدي أنه في حالة رفع العقوبات، كما قال دونالد ترامب، بما في ذلك عقوبات “قيصر” وغيرها، وبدأ التحسن الاقتصادي في سوريا نتيجة لعلاقتها مع الولايات المتحدة، فقد يعزز هذه الفكرة بأن التقارب مع الغرب يؤدي إلى تحسين الظروف الاقتصادية، في حين أن العلاقة مع إيران قد تؤدي إلى عكس ذلك.

المنطلق الثاني الذي يمكن أن تُناقش هذه المسألة من خلاله، بحسب محمدي، يتعلق بالعلاقات السورية مع إسرائيل، الأمر الذي يُشكل نقطة هامة أخرى في هذا السياق، حيث إن العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة قد تؤدي إلى تغيير في العلاقات السورية الإسرائيلية، وهذا أمر سوف يتناوله التحليل بشكل أكثر تفصيلًا في وقت لاحق.

ويضيف الخبير بالشأن السوري بأن النقطة الثالثة، تتعلق بأن سوريا كانت إلى وقت قريب حليفًا استراتيجيًا لإيران. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولات كبيرة في السياسة الإقليمية، حيث بدأ بعض اللاعبين مثل السعودية وقطر في تقوية علاقاتهم مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تمثل العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة تهديدًا مباشرًا لإيران، حيث تتشكل تحالفات إقليمية جديدة قد تكون في صف مع الولايات المتحدة ضد سياسة إيران الإقليمية.

ولفت محمدي إلى أنه من النقاط الأخرى التي تساهم في تشكيل النظرة الإيرانية حيال العلاقات السورية الأمريكية تتعلق بدور السعودية المتزايد في المنطقة، وكذلك قضية فلسطين، حيث تعد القضية الفلسطينية أحد المواضيع التي تشغل بال إيران بشكل كبير، وخاصة مع التطورات الأخيرة في سوريا وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية.

إذن، ومن وجهة نظر محمدي، هذا هو الإطار العام الذي من خلاله نرى تطور العلاقات السورية مع الولايات المتحدة وكيفية تأثير هذا على السياسة الإيرانية في المنطقة.

أما بالنسبة للسؤال الأكثر عملية وواقعية، عن تأثير هذه الأحداث الجديدة على استراتيجية إيران في المنطقة وبيئة أمنها، يوضح محمدي أنه يمكن القول إن هناك عدة قضايا تُشكل تهديدات أمام إيران في هذا السياق. أولاً، وبالنسبة لتأكيد دونالد ترامب واقتراحه لأحمد الشرع للتواصل مع الكيان الصهيوني، ما يعنى توسيع اتفاقية “أبراهام”، هذا الأمر يُعد التهديد الأول الذي يواجه إيران. توسيع هذه الاتفاقية وزيادة نفوذ الكيان الصهيوني يُشكل تهديدًا مباشرًا لها. حيث أن النظام السوري، الذي كان حليفًا لإيران في السابق، سيكون مُجبرًا على التحالف مع الكيان الصهيوني، مما يؤدي إلى تراجع تأثير إيران في المنطقة ويقوي دور الكيان الصهيوني بعد أن كان في عزلة، مما يُضعف استراتيجية إيران بشكل عام.

علاوة على ذلك، يمكن القول أن هذه التطورات ستؤدي إلى قطع الروابط بين إيران ولبنان، وبالتحديد مع حزب الله، وهو حليف رئيسي لإيران في المنطقة. وفقاً لمحمدي، كما أن فرص إيران في العودة إلى سوريا تصبح أقل وضوحًا. وعليه فإن هذه التوسعات في اتفاقية “أبراهام” ستفتح المجال لزيادة التعاون بين الكيان الصهيوني وسوريا، وهو ما يسهل تنفيذ خطط مثل “ممر داوود”، مما قد يقرب الكيان الصهيوني من الحدود الإيرانية ويزيد من قوته الجيوسياسية في المنطقة على حساب إيران. هذا قد يؤدي إلى تقويض محور المقاومة بشكل أكبر، على الرغم من أن هذا الوضع قابل للتغيير في أي لحظة.

وفي النهاية، يُشير محمد إلى أنه يمكن أن يُشكل هذا التعاون بين الكيان الصهيوني والدول العربية والأمريكا ما يمكن تسميته بـ “الحزام العبري العربي الأمريكي”، وهو تهديد كبير لإيران في المنطقة.

ولفت محمدي إلى أنه فيما يتعلق بردود الفعل الإيرانية، فإنه حتى الآن لم يتم إصدار أي موقف إعلامي رسمي من قبل السلطات الإيرانية، ولكن في تحليليه الشخصي، نوه محمدي إلى أن إيران في هذه المرحلة يمكنها استخدام قوتها وأدواتها الاستراتيجية لتعريف دكتاتوريات واستراتيجيات جديدة. يمكن أن تكون إيران أكثر مرونة في السياسة الخارجية، وتوسيع مجالها في التواصل مع مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين. في هذا السياق، من المهم أن تركز إيران على نقاط قوتها وتزيد من تركيزها على القضايا المطروحة في هذه المفاوضات، لتتمكن من الدفاع عن مصالحها بشكل أكثر فاعلية.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *