شؤون آسيوية – سيئول –
أوضح وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري الجنوبي آن دوك-غيون يوم الجمعة أن كوريا الجنوبية طلبت مرة أخرى من الولايات المتحدة إعفاء سلعها من جميع الرسوم الجمركية خلال اجتماعه مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير على هامش اجتماع وزراء تجارة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، الذي عقد في جزيرة جيجو يومي الخميس والجمعة.
وقال الوزير آن إن الجانبين اتفقا خلال الاجتماع على عقد الجولة الثانية من المحادثات الفنية الأسبوع المقبل في واشنطن بشأن 6 مجالات تتعلق بالتجارة، وهي اختلال التوازن التجاري، والتدابير غير الجمركية، والأمن الاقتصادي، التجارة الرقمية، وبلد منشأة للمنتجات، والاعتبارات التجارية.
وذكر أنه من المتوقع أن تتبع اجتماع الأسبوع المقبل محادثات إضافية رفيعة المستوى في منتصف يونيو.
ويأتي الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد بينهما في جزيرة جيجو الجنوبية بكوريا الجنوبية بعد نحو ثلاثة أسابيع من آخر اجتماع لهما في واشنطن لإجراء مشاورات تجارية رفيعة المستوى، حيث اتفقا على السعي إلى التوصل إلى صفقة “حزمة شاملة” بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وقضايا التعاون الاقتصادي بحلول الثامن من يوليو.
وقد شارك غرير في اجتماع وزراء تجارة دول “أبيك” في جيجو الذي اختتمت أعماله التي استمرت يومين، يوم الجمعة.
وفي الشهر الماضي، اتفقت سيئول وواشنطن على تركيز محادثاتهما على أربع فئات، وهي التدابير الجمركية والغير جمركية، والأمن الاقتصادي، والتعاون الاستثماري، وسياسات العملة.
وتسعى كوريا الجنوبية إلى الحصول على تخفيض أو إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية، بما في ذلك الرسوم المتبادلة بنسبة 25%، والتي تم تعليقها لمدة 90 يوما.
وأفاد آن في إحاطة صحفية بأن “شددنا في اجتماع الجمعة على أن كوريا الجنوبية على عكس بعض الدول الأخرى، تربطها اتفاقية تجارة حرة ثنائية مع الولايات المتحدة وقد وسعت نطاق التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة بموجب هذه الاتفاقية”.
وأكد قائلا “لقد أوضحنا أيضا أن الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات السيارات والصلب لها تأثير كبير على العلاقات التجارية بين البلدين”.
وأشار الوزير إلى أن كوريا الجنوبية لديها قدرات أكثر تميزا من الدول الأخرى، على أن تصبح شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في قطاعات صناعية عدة مثل أشباه الموصلات والطاقة والتقنيات المتقدمة.
وقال بدلا من التعامل مع المفاوضات بطريقة ضيقة الأفق تتمثل في تقليص الفائض التجاري لكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة للحصول على تخفيضات جمركية فإننا نعمل على بناء علاقة بناءة أكثر وموجهة نحو المستقبل مع واشنطن، تسمح للبلدين بخلق بيئة تجارية مستقرة وتعزيز التعاون الصناعي.
وفيما يتعلق بالمخاوف من الفراغ القيادي الحالي في كوريا الجنوبية، أوضح الوزير أن سيئول ستبذل قصارى جهدها للالتزام بالموعد النهائي المحدد، وهو الثامن من يوليو، لكنه أشار أيضا إلى احتمال حدوث تأخير بسبب الوضع السياسي الداخلي.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية في يوم 3 يونيو لاختيار خليفة الرئيس السابق “يون سيوك-يول”، الذي تم عزله بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر.
وأضاف أن الولايات المتحدة تفهم أننا لا نحاول تأخير مفاوضاتنا بشكل غير ضروري من خلال استخدام الوضع السياسي الداخلي كذريعة.
وفيما يتعلق بالمناقشات الفنية التي ستنعقد الأسبوع المقبل، قال إن الولايات المتحدة أبدت اهتماما كبيرا بالتجارة الرقمية بما في ذلك خرائط غوغل وقضايا الحوسبة السحابية
وصرح بأن التعاون في بناء السفن ومشاركة سيئول المحتملة في مشروع الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا لم يتم تناولهما في المحادثات مشيرا إلى أنه سيتم مناقشة تلك القضايا بشكل منفصل.
وفي وقت سابق من اليوم، التقى غرير مع المسؤولين التنفيذيين لشركة إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة لمناقشة التعاون الثنائي في بناء السفن.
ويعد التعاون في مجال بناء السفن أحد البنود الرئيسية على جدول أعمال المفاوضات التجارية الكورية الأمريكية وسط جهود إدارة ترامب لإعادة بناء قطاع بناء السفن في الولايات المتحدة. وتعد كوريا الجنوبية رائدة عالميًا في ذلك المجال.
وفي الشهر الماضي، زار وزير البحرية الأمريكي جون فيلان كوريا الجنوبية للقيام بجولة في مقر الشركة في أولسان حوض بناء السفن التابع لشركة هانهوا أوشن في غيوجيه.
وفي مقابلة حصرية مكتوبة مع وكالة يونهاب للأنباء عقب زيارته، قال فيلان إن البحرية الأمريكية ترحب بمزيد من التعاون مع شركات بناء السفن الكورية الجنوبية كجزء من جهد أوسع نطاقا لإحياء القاعدة الصناعية البحرية الأمريكية.
المصدر: يونهاب