Monday

02-06-2025 Vol 19

إيران تدرس مقترحاً لجولة خامسة من المحادثات النووية: انفتاح مشروط وسط تعقيدات متزايدة

شؤون آسيوية – خاص –

تواصل إيران دراسة مقترح جديد لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، في إطار جولة خامسة مرتقبة من المفاوضات التي تشهد حالة من المد والجزر منذ أشهر، وسط تصعيد متبادل في التصريحات والمواقف.

وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، إن طهران تلقت بالفعل مقترحاً بخصوص عقد جولة جديدة من المفاوضات النووية، موضحاً أن المقترح “قيد المراجعة”، دون أن يُدلي بتفاصيل إضافية حول الزمان أو المكان المقترحين أو مضمون العرض المقدم.

ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا فيها إيران إلى “التحرك بسرعة” على صعيد المفاوضات، محذراً من أن بلاده لن تتسامح مع ما وصفه بـ”التهديد النووي الإيراني”.

وفي هذا السياق، نقل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال أن العاصمة الإيطالية روما قد تكون مسرحاً للجولة المقبلة من المحادثات، وربما تُعقد في نهاية هذا الأسبوع، فيما أشارت تقارير أخرى إلى رفض طهران عرضاً من سلطنة عمان لاستضافة الجولة نفسها.

عقبات تفاوضية ومواقف متباعدة

ورغم الجهود المتواصلة، لا تزال العقبات الأساسية التي تعرقل تقدم المفاوضات قائمة، في مقدمتها إصرار الولايات المتحدة على تطبيق سياسة “صفر تخصيب”، أي منع إيران من تخصيب اليورانيوم نهائياً، وهو ما تعتبره طهران مساساً بحقها السيادي في تطوير برنامج نووي سلمي، وقد زاد هذا الشرط من تشكيك الجانب الإيراني في جدوى استمرار المحادثات، وفقاً لما أفاد به مصدر دبلوماسي لصحيفة “ذا ناشيونال”.

طهران: التخصيب السلمي “غير قابل للتفاوض”

رغم الاتهامات الغربية، تصر إيران على أن أنشطتها النووية تندرج في إطار الاستخدامات السلمية، مؤكدة أن حقها في التخصيب محمي بموجب القوانين الدولية، ولا يمكن أن يكون موضع تفاوض.

ومع ذلك، أبدت طهران استعداداً للقبول بقيود مرحلية على مستويات التخصيب، في إطار اتفاق جديد يضمن رفعاً شاملاً للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات متبادلة بعدم خرق الاتفاق من أي طرف.

وفي تصريحات نُقلت عن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في طهران، شدد على أن إيران “لن تخضع لمنطق القوة”، قائلاً: “لن نستأذن أحداً لتحقيق التنمية والتقدم لشعبنا”، ومؤكداً استعداد بلاده لطمأنة واشنطن “إذا كانت جادة في مخاوفها بشأن السلاح النووي”.

شمخاني: مستعدون لاتفاق بشرط رفع العقوبات فوراً

في موازاة ذلك، أدلى علي شمخاني المستشار السياسي والعسكري للمرشد الأعلى، بتصريحات غير مسبوقة، معرباً عن استعداد بلاده لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، شريطة رفع العقوبات الاقتصادية بشكل فوري وشامل.

وفي مقابلة مع شبكة NBC News الأميركية، أوضح شمخاني أن طهران مستعدة للتعهد بعدم تصنيع الأسلحة النووية، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وقصر التخصيب على المستويات المدنية المنخفضة، إلى جانب السماح بمراقبة دولية صارمة، ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستوقّع الاتفاق فوراً إذا تحققت هذه الشروط، أجاب دون تردد: “نعم”.

وأضاف شمخاني: “لا يزال بالإمكان التوصل إلى اتفاق إذا تصرف الأميركيون كما يصرّحون، بالتأكيد يمكننا حينها بناء علاقات أفضل.. وقد يكون هناك مستقبل أكثر استقراراً في الأفق”.

تناقض أميركي وإحباط إيراني

وفي سياق متصل، اعتبر إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن “المواقف المتضاربة” للولايات المتحدة تؤدي إلى إطالة أمد المفاوضات وتآكل الثقة، مشيراً إلى أن “لا نتيجة يمكن تحقيقها في ظل تغير مستمر في الخطاب الأميركي”.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً في أمن المنطقة واستقرارها، مؤكداً وجود “مؤشرات إيجابية” على وجود رغبة إقليمية لدفع عجلة الحوار إلى الأمام.

يُشار إلى أن إيران والولايات المتحدة قد خاضتا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة خلال الأسابيع الماضية بوساطة سلطنة عمان، فيما يُتوقع أن تُعقد الجولة الخامسة في إحدى العواصم الأوروبية في الأسابيع المقبلة، إذا ما تم التوافق على الإطار العام لها.

وبين التصريحات العلنية والانفتاح الحذر، تبقى هوة الثقة بين طهران وواشنطن أكبر تحدٍّ في طريق العودة إلى اتفاق شامل. وفي ظل الشروط المتبادلة، لا يبدو أن الجولة الخامسة إن عُقدت ستكون حاسمة، لكنها قد تشكل خطوة أخرى في مسار طويل من المفاوضات المتعثرة.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *