الخرطوم “خالية” من الدعم السريع

شؤون آسيوية – الخرطوم –

أعلن الجيش السوداني اكتمال “تطهير” ولاية الخرطوم وسط البلاد وخلوها “تماما” من قوات الدعم السريع، في تطور ينقل الحرب المستمرة بين الجانبين منذ أكثر من عامين إلى “مرحلة جديدة”، بحسب محللين.

وقال الجيش السوداني في بيان “نعلن اليوم اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر المليشيا، وتطهير عاصمتنا الوطنية من دنس المتمردين وأعوانهم”.

وأضاف البيان الصادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية “نؤكد أن ولاية الخرطوم خالية تماما من المتمردين”.

وأكدت الحكومة السودانية أن القوات المسلحة، والقوات المساندة لها، ستواصل عملياتها من أجل استرداد المناطق التي ما زالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في إقليمي كردفان ودارفور غربي البلاد.

وقال وزير الإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الاعيسر “نُهنئ الشعب السوداني كافة بتحرير ولاية الخرطوم تحريرا كاملا، ونؤكد لأهلنا في كردفان ودارفور أن الطريق إليكم لن تعيقه رجفة المرجفين”.

وأضاف الاعيسر في بيان “لقد عقدت القوات المسلحة السودانية، والقوات المساندة، والمستنفرون، العزم منذ اليوم الأول للحرب على مواصلة المشوار حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن”.

وبالتزامن مع إعلان ولاية الخرطوم “خالية” من الدعم السريع، أعلنت قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني “خلو” ولاية النيل الأبيض المجاورة للخرطوم من أي وجود للدعم السريع.

وقالت قوات العمل الخاص في بيان “نعلن اليوم خلو ولاية النيل الأبيض بالكامل من فلول المليشيا”.

وجاء في البيان “تمت هزيمة قوات الدعم السريع في مناطق ود بلال والقوز، وتم طرد الميليشيا من كافة مناطق سيطرتها بالنيل الأبيض”.

ولم يصدر على الفور تعليق من جانب الدعم السريع بخصوص هذه التطورات.

وقال مصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات الدعم السريع التي اضطرّت للانسحاب من غرب أم درمان وشمال النيل الأبيض تراجعت إلى مدينة بارا بولاية شمال كردفان، والتي ما تزال تحت سيطرة الدعم السريع.

وتوقع المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن تتزايد وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايتي شمال وغرب كردفان.

وقال إن “خلو ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع سيتيح للجيش نقل عملياته إلى إقليم كردفان وخاصة بعد نجاح الجيش مؤخرا في السيطرة على مدينة الخوي الاستراتيجية بكردفان”.

وأضاف أنه “من المؤكد أن الاستراتيجية العسكرية للجيش ستضع مدينة النهود الواقعة على حدود ولايتي شمال وغرب كردفان هدفا رئيسيا خلال المرحلة المقبلة”.

ورأى المحلل العسكري السوداني أحمد إسماعيل أن سيطرة الجيش السوداني على كامل ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض، تنقل الحرب إلى “مرحلة جديدة”.

وقال إسماعيل لـ ((شينخوا)) “من المؤكد أن الحرب بين الجيش والدعم السريع قد دخلت الآن مرحلة جديدة، سيتفرغ الجيش لإدارة عملياته من عمق غرب السودان، بينما سيكون مطلوبا من الدعم السريع تثبيت أركان سيطرته في الغرب الذي يمثل حاضنة شعبية له”.

وأضاف أنه “من الناحية النفسية والمعنوية فإن الجيش سيستفيد من انتصاراته المتلاحقة منذ بداية العام 2025، بينما تعاني قوات الدعم السريع من سلسلة تراجعات عسكرية بدأت من وسط السودان وانتهت بفقدان السيطرة علي كامل العاصمة السودانية”.

ومنذ الأشهر الأولى للعام 2024 تغيرت خارطة السيطرة العسكرية وسط السودان (ولايات الخرطوم الجزيرة وسنار)، إذ حقق الجيش تقدما واضحا ولاسيما في مدينة أم درمان شمالي الخرطوم، ومالت الكفة العسكرية لصالحه بعدما تمكن من استعادة السيطرة على محلية أم درمان الكبرى.

ووسع الجيش من عملياته في العاصمة الخرطوم، وشن أواخر سبتمبر 2024 عملية عسكرية برية بدعم جوي أدت إلى استعادة السيطرة على مناطق في وسط الخرطوم وغربي مدينة الخرطوم بحري.

كما تمكن الجيش السوداني مطلع أكتوبر الماضي من استعادة السيطرة على معظم مدن ولاية سنار.

وفي 11 يناير الماضي، تمكن الجيش من استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

وفي 16 مارس الماضي، أطلق الجيش السوداني عملية برية لاستعادة مناطق بوسط الخرطوم كانت تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.

وتمكن الجيش خلال الشهر نفسه، من استعادة السيطرة على عدة مناطق في مدينة الخرطوم، أبرزها القصر الرئاسي، ومطار الخرطوم الدولي والمعقل الأخير لقوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع في 26 مارس الماضي، إعادة تموضع قواتها غرب وجنوب أم درمان، لكن الجيش السوداني كثف منذ أبريل الماضي من عملياته للقضاء على آخر معاقل الدعم السريع في المدينة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت عشرات آلاف القتلى وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.

المصدر: شينخوا