شؤون آسيوية – طهران –
في تصعيدات خطيرة ومستمرة، تتابع إسرائيل استهدافها لمواقع ومنشآت حساسة ومواقع عسكرية وعلمية في عمق الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى استشهاد عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين، وسط حالة من الغضب الشعبي والرسمي في الجمهورية الإسلامية، وتعهدٍ من القيادة الإيرانية بالرد القاسي على هذا “العدوان الغادر”.
وأكدت مصادر رسمية إيرانية استشهاد ستة علماء نوويين بارزين إلى جانب عدد من قادة الحرس الثوري، على رأسهم القائد الشهيد حسين سلامي، إثر سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال على عدة مواقع داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك منشآت نووية ومراكز عسكرية تحت الأرض.
من جهته، قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، سماحة السيد علي خامنئي، إن “دماء الشهداء الطاهرة لن تذهب سدى، وإنّ الجمهورية الإسلامية ستُلقّن العدو درسًا قاسيًا لم ينسه على مرّ التاريخ”، مؤكدًا أن هذه الجرائم لن تمرّ دون “عقاب شديد”.
وفي تطوّر خطير، أعلن جيش الاحتلال أن طائراته قصفت ما وصفها بـ”أهداف نووية” في إيران، وزعم تنفيذ ضربات ناجحة أدّت إلى “تحييد” قيادات بارزة في الحرس الثوري. وردًا على ذلك، أطلقت إيران عشرات الطائرات المسيّرة في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما وصفته بـ”الرد الأولي”، في وقت تتوعد فيه بردّ أشمل في الساعات المقبلة.
استهداف أحياء سكنية وارتقاء أطفال شهداء
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الهجمات الصهيونية لم تقتصر على أهداف عسكرية فقط، بل طالت أحياء سكنية في العاصمة طهران، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في مشهد مروّع أثار موجة من الحزن الشعبي العارم، بينما نفت “إسرائيل” مسؤوليتها، وسط غياب أي تحقيق دولي مستقل حتى الآن.
إيران تفعّل حالة الطوارئ والردّ قادم
أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني أن الأجهزة التنفيذية والخدمات العامة تعمل بشكل طبيعي رغم الهجوم، فيما فعّلت الحكومة مركز إدارة الأزمات ووضعت جميع المحافظات في حالة تأهب قصوى. ودعا المواطنين إلى التزام الهدوء والاستعداد لأي تطورات، مشيرًا إلى أن “أمن البلاد تحت السيطرة الكاملة”.
الهلال الأحمر: 12 محافظة تضررت وسقوط شهداء من فرق الإغاثة
قال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الإيراني مجتبى خالدي إن الهجوم الصهيوني طال 12 محافظة إيرانية، وأدى إلى استشهاد أحد أفراد فرق الإغاثة في أذربيجان الشرقية، فيما أُصيب آخر في مدينة قصر شيرين. وبلغ عدد المصابين حتى الآن 95 شخصًا، نقلوا إلى المستشفيات، وسط استمرار أعمال الإنقاذ في المواقع المستهدفة.
هجوم جديد على منشأة نطنز النووية
أفادت تقارير رسمية أن طائرات الاحتلال شنّت هجومًا ثانويًا على منشأة نطنز النووية، مركز تخصيب اليورانيوم الأبرز في البلاد. ووصفت طهران هذا الاستهداف بأنه “محاولة فاشلة لإيقاف التقدم العلمي والنووي السلمي الإيراني”، مؤكدة أن البنية التحتية الأساسية للموقع لا تزال قائمة.
ترامب يقرّ بالعلم المسبق ويدعو إلى اتفاق “قبل فوات الأوان”
في تصريح لافت، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن لديه “علمًا مسبقًا” بالهجوم، لكنه أنكر أي مشاركة أمريكية مباشرة، داعيًا إيران إلى “إبرام اتفاق نووي قبل أن يفوت الأوان”، ومهددًا بأن “الضربات المقبلة ستكون أكثر عنفًا”، في موقف وصفته طهران بأنه “ضوء أخضر أمريكي للجريمة”.
حزب الله: ندعم إيران ولن تمرّ الجريمة دون عقاب
أدان حزب الله اللبناني في بيان رسمي “العدوان الصهيوني الغاشم”، مؤكدًا أن ما جرى يُعد “تجاوزًا صارخًا لكل الخطوط الحمراء، ومؤشرًا على مخطط أميركي–صهيوني لجرّ المنطقة إلى حرب شاملة”. وعبّر الحزب عن “دعمه الكامل والثابت للجمهورية الإسلامية قيادةً وشعبًا”، مشيرًا إلى أن “الردّ آتٍ لا محالة”.
عباس عراقجي: هذا إعلان حرب ويجب على العالم التحرك
وجّه نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وصف فيها العدوان بأنه “إعلان حرب واضح على الجمهورية الإسلامية”، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان وحماية السلم الإقليمي والدولي. وأكد أن إيران تحتفظ بحقها الكامل في الردّ وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
المصدر: وكالات
