شؤون آسيوية – غزة –
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء مجزرة جديدة بحق المدنيين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعدما استهدفت بشكل مباشر مئات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون تسلّم المساعدات الإنسانية عند دوار التحلية. وأسفرت المجزرة عن استشهاد أكثر من 50 مواطناً وإصابة مئات آخرين، بينهم عشرات الجرحى بحالات حرجة، وفق ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأوضحت الوزارة أنّ عشرات الشهداء والمصابين نقلوا إلى مجمّع ناصر الطبي، الذي يشهد اكتظاظاً غير مسبوق في أقسام الطوارئ والعناية المركّزة والعمليات، وسط تدفّق مستمر للمصابين، فيما تعمل الطواقم الطبية بقدرات محدودة جداً في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة. وجددت الوزارة مناشدتها العاجلة لكافة الجهات الإنسانية والدولية لتوفير الدعم الطبي الطارئ، محذّرة من انهيار النظام الصحي بشكل كامل.
وتأتي هذه المجزرة في سياق عدوان متواصل على القطاع، حيث شنّ الاحتلال منذ فجر اليوم سلسلة غارات جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً طال مناطق متفرقة، أبرزها شرق مدينة غزة، حي الشجاعية، جباليا ومحيطها شمالاً، ودير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، إضافة إلى منطقة المواصي غرب خان يونس. وأسفر القصف عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم نازحون وأطفال، كما دمّرت طائرات الاحتلال خياماً ومراكز إيواء ومنازل سكنية بشكل مباشر.
وأفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الشهداء منذ فجر اليوم في مختلف مناطق القطاع تجاوزت 64 شهيداً، بينهم غالبية من المدنيين وطالبي المساعدات، وسط تصاعد المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وذكرت الوزارة أن إجمالي عدد شهداء طالبي المساعدات منذ بدء توزيع المساعدات عبر المشروع الأميركي الإسرائيلي المثير للجدل في 27 مايو/أيار الماضي ارتفع إلى 338 شهيداً، إضافة إلى 2831 مصاباً.
في غضون ذلك، تواصلت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال. فقد أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس عن تنفيذ عمليات استهدفت قوات إسرائيلية جنوب القطاع، بينها تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند من طراز “نمر”، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة عدد من الجنود بجروح، بعضها خطير، وفق ما أقر به جيش الاحتلال. كما استهدفت المقاومة تجمعات للاحتلال بالصواريخ وقذائف الهاون، وأفادت تقارير إسرائيلية بوقوع خسائر جديدة في صفوف الجنود.
وأشارت بيانات جيش الاحتلال إلى أن عدد قتلاه منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ 869 جندياً وضابطاً، بينهم 426 قتلوا منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر، فيما وصل عدد الجرحى إلى 5971، بينهم 2719 منذ الاجتياح.
في المقابل، جدّدت الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة إدانتها للممارسات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، بما في ذلك عسكرة المساعدات وتحويلها إلى وسيلة لإذلال السكان وتهجيرهم، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وصحية وبيئية غير مسبوقة في القطاع المنكوب، حيث يعيش السكان أوضاعاً مأساوية في ظل شلل شبه كامل في عمليات الإغاثة وغياب مقومات الحياة الأساسية.
المصدر: الميادين + الجزيرة نت