في مراسم وطنية حاشدة.. إيران تشيّع شهداء العدوان الإسرائيلي

شؤون آسيوية – طهران –

 

في مشهد مهيب غصّت به ساحة الثورة وسط العاصمة طهران، شيّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، صباح السبت، 60 شهيداً من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين، ممن ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً، بدعم أميركي مباشر، قبل أن يُعلن عن وقف لإطلاق النار قبل أربعة أيام.

وحضر مراسم التشييع، التي وصفت بأنها “بيعة للمستقبل”، عشرات آلاف الإيرانيين الذين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى، حاملين الأعلام الإيرانية، ولافتات كتب عليها: “لن ننسى، لن نغفر”، و”الموت لأميركا”، و”الموت لإسرائيل”، مردّدين شعارات تطالب بمحاكمة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وتحمل رسائل تحدٍّ واستعداد للمواجهة.

وشارك في المراسم الرسمية، التي امتدت من ساحة “انقلاب (الثورة)” إلى ساحة “آزادي (الحرية)”، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وقائد قوة القدس العميد إسماعيل قاآني، إلى جانب مستشار قائد الثورة الإسلامية علي شمخاني، الذي كان قد أصيب في بداية العدوان، إضافة إلى وزيري الخارجية عباس عراقتشي ومحمد جواد ظريف، ووفود عربية من العراق والبحرين واليمن وغيرها، في مشهد عابر للحدود يؤكد احتضان محور المقاومة للمواجهة المشتركة.

وقال شمخاني في منشور على منصة “إكس”، إن “ما يحدث ليس مجرد تشييع، بل هو عهد جديد وبيعة ستُولد منها ألف قيادة من كل قطرة دم أريقت”، مضيفاً أن “فجر الجمعة 13 يونيو، الذي بدأته إسرائيل بالنار، انتهى بتوسلها لوقف إطلاق النار، بعد الردّ الإيراني العنيف”.

واعتبرت طهران مراسم التشييع جزءاً من عمليات “الوعد الصادق 3″، بحسب ما أكده العميد حسن زاده، قائد فيلق “محمد رسول الله” في حرس الثورة، مشيراً إلى أن “التشييع الشعبي الواسع بمشاركة النساء والشباب والمواكب الحسينية يُضفي على الحدث بعداً رمزياً خاصاً”، وموضحاً أن الشهداء الذين تم تشييعهم هم من مختلف شرائح المجتمع، بينهم عدد من الأطفال والعائلات، بالإضافة إلى نخبة من كبار القادة والعلماء.

وقال الحاج محمد رضا (68 عاماً)، الذي نثر الورود على التوابيت المغطاة بالأعلام الإيرانية، إن “ولده البكر استُشهد في الحرب العراقية الإيرانية، وإن حضوره اليوم هو لتجديد العهد مع الوطن، ومواساة ذوي الشهداء الذين قدّموا أغلى ما لديهم في سبيل الدفاع عن السيادة”، مشيراً إلى أن “الكيان الصهيوني أخطأ تقدير ردة الفعل الإيرانية، الرسمية والشعبية، وسيُدفّع الثمن”.

وتأتي هذه المراسم بعد أيام من الفعاليات الشعبية الواسعة التي شهدتها مدن عدة في إيران ولبنان، تعبيراً عن الدعم الشعبي العارم للرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي، ورفضاً لمحاولات فرض واقع إقليمي جديد بالقوة.

في طهران، كتب الدم فصلًا جديدًا من فصول الردع، ورسمت الجموع المحتشدة بصرخاتها وولائها خطاً واضحاً: المعركة لم تنتهِ، والمستقبل للمقاومة.

 

المصدر: وكالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *