شؤون آسيوية – سيئول –
أصدر وزير الخارجية جو هيون اليوم الاثنين اعتذارا علنيا نادرا عن السلوك الدبلوماسي السابق للوزارة، والذي قال إنه أُسيء استخدامه لأغراض سياسية في عهد حكومة يون سيوك-يول السابقة.
أدلى جو بهذه التصريحات خلال حفل التنصيب كأول وزير خارجية في حكومة لي جيه ميونغ التي تولت السلطة أوائل الشهر الماضي عقب الإطاحة بـ يون بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر.
وقال جو “على مدى السنوات القليلة الماضية، استُخدمت القضايا الدبلوماسية لأغراض سياسية محلية، وكثيرًا ما اتُخذ مجال الدبلوماسية، الذي ينبغي أن تسود فيه المصلحة الوطنية والبراغماتية، بطريقة الأبيض والأسود”.
وأضاف “بصفتي وزيرا للخارجية فإنني أقدم اعتذاري الصادق للشعب”، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية فشلت في تلبية توقعات الشعب طوال العملية، وتعهد بإصلاح الوزارة لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء.
وأشار جو إلى أنه في ظل تزايد عدم الاستقرار الجيوسياسي، يجب أن يكون إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية على رأس أولويات كوريا الجنوبية الدبلوماسية.
وقال: “يجب أن نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتمهيد الطريق للحوار مع كوريا الشمالية”، مؤكدا أيضا على الحاجة إلى تحقيق تقدم ملموس في الجهود الرامية إلى حل القضايا النووية لكوريا الشمالية.
وأضاف: “من خلال نهج تدريجي وعملي، ينبغي أن نحقق تقدمًا ملموسًا نحو تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية وحل القضية النووية لكوريا الشمالية”.
وفي حديثه للصحفيين قبيل حفل تنصيبه، تعهد جو أيضا بالعمل على التوصل إلى اتفاق “مربح للجانبين” في مفاوضات الرسوم الجمركية الجارية مع الولايات المتحدة، مع بقاء أقل من أسبوعين على دخول الرسوم الباهظة في حيز التنفيذ.
وأكد جو أنه لا ينبغي النظر إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة على أنها لعبة “مجموع صفري”، بل ينبغي تناولها من منظور أوسع لتعزيز التحالف الثنائي.
وقال جو للصحفيين لدى وصوله إلى الوزارة: “أعتقد أنه ينبغي علينا العمل لإيجاد حل مربح للطرفين… ينبغي أن تتبنى وزارتنا منظورًا أكثر شمولية في تشكيل مستقبل تحالفنا مع الولايات المتحدة… نحتاج إلى دراسة جميع جوانب الحزمة الشاملة بدقة”.
وقال: “تُعتبر مفاوضات الرسوم الجمركية، إلى حد ما، لعبة مجموع صفري. ولكن بناءً على تجربتي السابقة، فإن تحقيق نتائج غير صفرية أمر ممكن دائمًا. أعتقد أن وزارتنا في وضع جيد للمساعدة في تحقيق مثل هذه النتائج”.
ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية المتبادلة، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على كوريا الجنوبية، في حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، ما لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق قبل ذلك.
تسعى كوريا الجنوبية جاهدةً للتوصل إلى اتفاق مع إدارة دونالد ترامب على أمل الحصول على إعفاءات أو تخفيف من الرسوم الجمركية المتبادلة والرسوم الجمركية القطاعية على الصلب والألومنيوم والسيارات.
ومن المقرر أن يزور مستشار الأمن الوطني الكوري الجنوبي، وي سونغ-لاك، واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية مع الجانب الأمريكي، وهي زيارته الثانية للولايات المتحدة هذا الشهر.
ويُقال إن وزيري المالية والصناعة الجديدين، اللذين رشحهما الرئيس لي جيه ميونغ، يخططان لزيارة الولايات المتحدة مع وزير الخارجية جو.
وصرح جو بأن موعد زيارته للولايات المتحدة لم يُحدد بعد.
عندما سُئل عن الكيفية التي يخطط للتعامل بها مع القضايا التاريخية الشائكة مع اليابان، قال إن مجرد التمسك بالآمال أو الضغط على طوكيو لن يُحسّن الوضع.
وقال: “أعتقد أننا بحاجة إلى التعامل مع هذا الأمر بمثابرة وصبر. من المهم ضمان ألا تُصبح هذه القضايا عائقًا أمام الجهود المبذولة لتطوير العلاقات الثنائية إلى شراكة مستقبلية”.
وقد أكّدت الجمعية الوطنية يوم الجمعة تعيين جو، الدبلوماسي المخضرم المتقاعد ونائب وزير الخارجية السابق، في منصب أول وزير خارجية في إدارة لي جيه ميونغ.
