Saturday

31-05-2025 Vol 19

أكاديمي لبناني: من الصعب تجنب المواجهة بين الصين وأميركا

خاص شؤون آسيوية_ بيروت/ حاورته: آية عيسى

صرح أستاذ القانون والسياسات الخارجية في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا محي الدين الشحيمي لموقع شؤون آسيوية بخصوص التوتر الأميريكي الصيني الحاصل بشأن تايوان بأنه لا يمكن في السياسة الدولية العالمية وفي تحليل العلاقات الصينية – الأمريكية تفسير السياسة الدولية المتعلقة بإدارة ترامب بشكل كلي، أو فقط من خلال سياستها بشأن الرسوم الجمركية.

وعند سؤاله عما اذا كانت الصين سترد بالمباشر، أجاب:”يصعب في المقابل على الصين أيضا من أن ترد بالمباشر، دون أن تتشكل لديها رؤية عالمية للسياسة الأميركية تجاه روسيا أو الشرق الأوسط أو أوكرانيا. لا تستطيع حكما القيام بأي نشاط دون تمييز المكانة التي تعطيها الولايات المتحدة للصين في هذا السياق، فالصين هي منافسة أميركا الأصلية.

في حين أنه ومن البديهي أنها لا تبقى سلبية دائما في مواجهة كل شيء، إلا أنها ربما ترغب في تقييم الوضع بشكل أفضل في وقت يكون فيه التنبؤ بما سيحدث أمرًا صعبًا بشكل خاص.

إذا عدنا خطوة إلى الوراء وتمحصنا إلى الوضع العالمي. يبدو جليا وهو الاكثر ترشيحات من أن إدارة ترامب قد تناولت المسألة الأوروبية أولا، ثم الشرق الأوسط وأوكرانيا، ثم ستحول انتباهها بعد ذلك إلى شرق آسيا. حيث قد بدأ الرئيس الأميركي بالفعل العمل من أجل السلام على طريقته في أوكرانيا، والمكانة التي يمنحها لأوروبا في هذا الصدد تنطوي على إشكالية كبيرة . وإذا اقتربت هذه المنطقة من وضعية لإظهار معارضتها الشرسة للولايات المتحدة، فإن الصين سترحب بذلك بلا شك، لكنها لن تنظر أبدا بشكل إيجابي إلى التقارب الأميركي الروسي. عندما ننظر إلى الشخصيات المسؤولة عن الدبلوماسية في إدارة ترامب، حتى لو كان عدد قليل منهم قريب استراتيجيا من روسيا، فمن الصعب أن نعتقد أن العلاقات الأميركية الروسية سوف تتقدم بشكل كبير. ولكن الصين، التي تهدف إلى اللحاق بالولايات المتحدة، والتي تتلخص مشكلتها في الوقت الراهن في عداوتها مع الدول المتقدمة، سوف تفضل بلا أدنى شك تجنب رؤية الضعف في العلاقة القوية التي تربطها مع روسيا.

وفي الحديث عن دور الصين في الشرق الأوسط أشار الشحيمي الى أن الصين قد لعبت ذات يوم دوراً وسيطاً بين المملكة العربية السعودية وإيران، لكن الوضع تغير بشكل كبير. بعد حرب طوفان الاقصى أصبحت انهاء الحرب الإسرائيلية ذات أولوية نسبية. وأضحى في المقابل موقف الصين، المشتري الرئيسي للنفط والغاز الطبيعي، حساساً. بعد الأزمة والحرب في أوكرانيا، أصبح موقفها في السياسة العالمية صعبا.

فإن نظرية الكتلة التي شكلتها الصين وروسيا متجذرة في جميع دول أوروبا الغربية، سيما في البلدان المهددة بهذه الكتلة. حيث تواجه الصين ضغوطاً من البلدان الناشئة مثل الهند وتركيا. ومن جانبها، يرغب الصين في أن تتعادل مع اميركا، ناحية امكانية مناقشة المشاكل العالمية من أجل التأكيد على أهميته في الصين وبقية العالم.

وفيما يتعلق بآثار الانهيار الحتمي في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وضح “الشحيمي” قائلا بأنها ستكون محسوسة كثيرا، في جميع أنحاء العالم. إن أغلب الدول ليس لديها مصلحة في نشوب حرب باردة جديدة، الأمر الذي يجعل حدوثها غير مرجح في المدى القريب.

لكن حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين وشركائها التجاريين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك والاتحاد الأوروبي، قد يضطرون بشكل متزايد إلى اختيار أحد الجانبين، على الأقل في المجالات المرتبطة بالأمن القومي، والتي يتزايد عددها، وبتكلفة كبيرة على اقتصاداتها.

رغم كل المؤشرات والاحداث من مناورات عسكرية وحرب حمائبة تجارية ومنافسات تشريعية جمركية. لا تريد كل من الصين ولا حتى الولايات المتحدة مواجهة مكلفة في عام 2025، لكن الإشارات الأولى من بكين وواشنطن تظهر لنا أنه من الصعب على نحو متزايد تجنب الصراع.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *