شؤون آسيوية – طهران –
مع انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي ورفع العقوبات، وسط أجواء وصفتها طهران بـ”البناءة” و”القائمة على الاحترام المتبادل”، بين سيد حسين موسويان، المتخصص في أمن الشرق الأوسط والسياسة النووية بجامعة برينستون، أن هناك فرصة لنجاح المفاوضات، حيث يغادر الطرفان الطاولة بنتيجة يمكنهما الترويج لها لشعبي بلديهما.
ولفت موسويان إلى أن رئيس وفد واشنطن للتفاوض، ستيف ويتكوف، يريد إبرام صفقة ولا يريد حرباً، مشيراً إلى أن لديه عقلية ترامب نفسها، لذا فإن هناك فرصة سانحة لنجا المفاوضات، وعلى الرغم من ذلك فإن أمام طهران وواشنطن أعوام من العداء عليهم حلها، وعليه فإن الاتفاق أمرٌ معقدٌ للغاية.
ويُرجّح أن المفاوضين الإيرانيين يسعون إلى اتفاقٍ محدود مع الولايات المتحدة يُمكن إتمامه بسرعة، وفقًا لموسويان، السفير الإيراني السابق الذي خدم في فريق التفاوض النووي الإيراني، ولكن في حال طلب ترامب تفكيك البرنامج النووي الإيراني بأكمله فلا يمكن إتمام الصفقة، ونوه إلى أن اقتراح نتنياهو “صفقة على غرار ليبيا”، حيث تخلى معمر القذافي طواعيةً عن برنامج نووي ناشئ عام ٢٠٠٣ بعد أن هددت الولايات المتحدة بتدميره، يتجاوز بكثير ما قد تقبله إيران.
وأشار موسويان إلى أنه في حال أراد المفاوضون الأميركيون منع إيران من تطوير سلاح نووي فقط، وفرض المزيد من الشفافية ووضع حدود للتخصيب، فإن الجانبين قد يتفقان على إجراء مزيد من المحادثات بهدف التوصل إلى “تفاهم واسع النطاق على المبادئ”، على غرار المرحلة الأولى من المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
طهران قد تبرم اتفاقاً إذا وافقت واشنطن على رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي واحترمت حقها في تخصيب اليورانيوم، بما يتماشى مع بنود معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي الاتفاقية الأساسية التي تحظر تطوير الأسلحة، وضماناتٍ بعدم سعيها لتسليح أنشطتها النووية، وفقاً لموسويان.
المفاوض النووي السابق أعرب عن أمله في إبرام صفقة استثمارية تخفف من حدة انعدام الثقة بين طهران وواشنطن، حيث جاء في تصريح له لمجلة نيوزويك أن “انعدام الثقة متبادل، وعلى الجانبين العمل على تجاوزه. ومع ذلك، فإن ما يمكن أن يُحدث تحولاً حقيقياً في العلاقات الإيرانية الأمريكية هو اتفاقية اقتصادية بتريليونات الدولارات، قادرة على جرف المشاكل بينهما كالطوفان”.
موسويان ذكر أن ترامب لا يميل إلى الحرب ويريد التوصل إلى اتفاق لكنه اتخذ نهجاً خاطئاً، إذ لا يمكن للقطار أن يسير على سكتين في آن واحد، فسياسة الدبلوماسية والعقوبات المتزامنة هي نفس سياسة الاحتواء المزدوج التي وضعها السفير الأمريكي لدى إسرائيل آنذاك مارتن إنديك.
المتحدث السابق باسم إيران في مفاوضاتها النووية مع الغرب أفاد بأن كلا الجانبين سيستغلان المحادثات غير المباشرة كفرصة “لتقييم كل منهما الآخر ونوايا الطرف الآخر”.