Saturday

31-05-2025 Vol 19

تركيا: حزب العمال الكردستاني يعلن عن حل نفسه وإلقاء سلاحه

في تطور غير مسبوق، أعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين عن حل نفسه رسمياً والتخلي الكامل عن العمل المسلح بعد أكثر من أربعين عاماً من المواجهة مع الدولة التركية.

 

هذا الإعلان، الذي جاء عقب مؤتمر داخلي مغلق، يعد تحولاً جذرياً في مسار الحركة الكردية المسلحة في المنطقة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين أنقرة والمكوّن الكردي.

 

قرار تاريخي بأبعاد متعددة

 

ما يميز هذا القرار أنه لم يكن وليد لحظة أو ضغط عابر، بل جاء نتيجة تراكمات سياسية، وتحولات إقليمية، وتراجع داخلي في نفوذ الحزب.

 

قيادة الحزب، التي اجتمعت في منطقة جبلية نائية بين العراق وتركيا، أجمعت على أن الصراع المسلح لم يعد وسيلة فعالة لتحقيق مطالب الأكراد، خاصة في ظل تغيّر المزاج الإقليمي والدولي بشأن الحركات المسلحة.

 

واعتبر الحزب في بيان نقلته وكالة فرات للأنباء المقرّبة منه، أنه أنجز “مهمته التاريخية” و”أوصل القضية الكردية إلى نقطة الحل عن طريق السياسة الديموقراطية”.

 

دور أوجلان وإشارات التغيير

 

عبد الله أوجلان، الزعيم المؤسس للحزب والمعتقل في تركيا منذ عام 1999، كان له دور محوري في بلورة هذا التحول، ففي رسائل مسربة على مدار الأشهر الماضية، أبدى أوجلان ميلاً نحو إنهاء الصراع والدخول في حوار مدني، معتبراً أن النضال السياسي هو الخيار الأنسب في المرحلة المقبلة، ليشكل هذا الموقف أرضية لقيادة الحزب لإعادة النظر في استراتيجياتها.

 

خطوات ما بعد الإعلان

 

وفق مصادر قريبة من الحزب، فإن تنفيذ قرار الحل سيكون تدريجياً، ويشمل سحب المقاتلين من الجبال وتسليم السلاح بالتنسيق مع وسطاء دوليين.

 

كما يُنتظر أن يتم تفكيك البنية التنظيمية للحزب واستبدالها بحراك مدني يسعى للعمل ضمن الأطر السياسية، ربما من خلال أحزاب شرعية داخل تركيا أو من خلال تحالفات مدنية أوسع.

 

ردود الفعل الأولية

 

السلطات التركية استقبلت الإعلان بحذر، معتبرة أنه خطوة إيجابية، لكنها مشروطة بالفعل الجاد لا بالتصريحات. كما دعت إلى وقف كافة أشكال الدعم الخارجي للفروع المسلحة المرتبطة بالحزب، وخاصة في سوريا والعراق.

 

واعتبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك، أن قرار التنظيم حل نفسه والتخلي عن السلاح بعد دعوة أوجلان، “خطوة مهمة لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب”.

 

واعتبر تشليك أن قرار حل “بي كي كي” نفسه وتسليم سلاحه بشكل كامل بما يؤدي إلى إغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله غير القانونية سيكون “نقطة تحول حاسمة”، وشدد على أن المؤسسات الحكومية التركية ستتابع العملية ميدانياً بدقة وتعرض مراحلها على الرئيس رجب طيب أردوغان.

 

على الجانب الكردي، تنوعت ردود الفعل بين من يرى القرار خيانة لسنوات النضال، ومن يراه ضرورة لإنقاذ ما تبقى من مكتسبات كردية في ظل واقع إقليمي متغير.

 

وبينما يعد حل حزب العمال الكردستاني رسمياً لحظة تاريخية، فإن المسار القادم ليس مضموناً، فنجاح الانتقال من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي يتطلب نضجاً من جميع الأطراف، وضمانات حقيقية لحقوق الأكراد، وسياسات حكومية شاملة تبتعد عن الإقصاء.

Shuun Asyawiya

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *