شؤون آسيوية – إسطنبول –
شهدت مدينة إسطنبول حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا على هامش اجتماع الدورة 51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، حيث أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين دوليين وإقليميين، في وقت كشفت فيه تقارير إعلامية عن فشل مساعٍ سرية كان أردوغان يقودها لعقد لقاء مباشر بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في المدينة ذاتها.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، فقد استقبل أردوغان في مركز لطفي قردار للمؤتمرات، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، والمفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من دول إسلامية، بينهم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار، وقائد القوات البرية الباكستاني الفريق سيد عاصم منير.
كما عقد أردوغان لقاءً لافتًا مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في أول تواصل رسمي بين الجانبين منذ اندلاع الضربات الإسرائيلية ضد إيران. وقد ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الإقليمية، لا سيما الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والتي دخلت أسبوعها الثاني، حيث شدد أردوغان خلال اللقاء على ضرورة وقف إسرائيل لسياساتها العدوانية، مؤكدًا أن المنطقة لا تحتمل اندلاع حرب جديدة، وأن الحلول لا تأتي إلا عبر الحوار والتفاوض.
وفي سياق متصل، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن جهود سرية قادها الرئيس التركي بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعقد لقاء بين مسؤولين رفيعي المستوى من واشنطن وطهران في إسطنبول هذا الأسبوع. ووفقًا للموقع، فقد بادر أردوغان بالاتصال الهاتفي مع ترامب يوم الاثنين، بينما كان الأخير يشارك في قمة مجموعة السبع في كندا، واقترح عقد اللقاء الدبلوماسي في اليوم التالي بهدف تهدئة التصعيد والتوصل إلى تفاهمات جديدة بشأن الحرب الجارية.
أبدى ترامب حماسة كبيرة للفكرة، وأبدى استعداده لإرسال نائبه جي دي فانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى إسطنبول، بل وأعرب عن استعداده الشخصي للسفر إذا لزم الأمر للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. لكن هذه المبادرة فشلت بسبب تعذر الجانب الإيراني في الحصول على موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ما أبلغت به طهران أنقرة لاحقًا، لتنقل الأخيرة بدورها للولايات المتحدة أن اللقاء قد أُلغي.
وأكدت المصادر أن أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان قاما بنقل مقترح ترامب إلى بزشكيان وعراقجي، فيما التقى أردوغان مجددًا بعراقجي خلال أعمال المؤتمر، مشددًا على ضرورة فتح قنوات اتصال مباشرة مع إدارة ترامب، وأعرب عن استعداد بلاده لتسهيل أي مفاوضات مرتقبة.
ومن جانب آخر، يستعد ترامب لعقد اجتماع مع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، لمراجعة تطورات الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، وسط تصاعد التوترات في المنطقة وغياب أي أفق فوري للتهدئة.
المصدر: وكالات
