
شؤون آسيوية – بكين –
أفادت محطة تلفزيون الصين المركزية، بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ، استقبل اليوم الخميس، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
وعقب اللقاء قال الرئيس الصيني إنه يجب على بكين وبروكسل اتخاذ “الاختيار الاستراتيجي الصحيح”، وشدد على قدرة الطرفين على إيجاد “أرضية مشتركة” على الرغم من خلافاتهما، ولكن يتعين عليهما تعزيز “الثقة المتبادلة”.
من جانبها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع مع الزعيم الصيني أن “حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين يتجاوز ملياري يورو يوميا”.
وأضافت فون دير لاين: “اليوم، تعتبر أوروبا والصين اثنين من بين أكبر ثلاث قوى اقتصادية وتجارية في العالم. وتعد علاقاتنا المشتركة من أهم وأبرز العلاقات. من حيث إجمالي التجارة، يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين، بينما تعتبر الصين ثالث شريك تجاري لنا. ويتجاوز حجم التبادل التجاري بيننا الآن ملياري يورو يوميا”.
في الوقت نفسه أقرت رئيسة المفوضية، بوجود “اختلال” في التوازن بالتجارة بين أوروبا والصين، ودعت إلى جعلها “أكثر استقرارا وفائدة للطرفين”.
وتابعت فون دير لاين القول: “من المهم جدا بالنسبة للصين وأوروبا، أن تعترف بكين بمخاوفنا وقلقنا وأن تقدم حلولا حقيقية”.
بدوره قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن “الاتحاد الأوروبي يريد التعاون مع الصين في مواجهة التحديات العالمية”.
وطالب أنطونيو كوستا، الجانب الصيني بتحقيق تقدم ملموس في القضايا المتعلقة بالتجارة والاقتصاد. وقالت أورسولا فون دير لاين إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين وصلت إلى “نقطة تغيير حاسم”.
في السنوات الأخيرة، تعكرت علاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين بما يسمى “الحروب التجارية”: تتهم بروكسل وبكين بعضهما البعض بانتهاك مبادئ التجارة الشفافة والتنافسية، وفرض رسوم متبادلة على السلع المستوردة، وقام الطرفان خلال ذلك بتقديم شكاوى إلى هياكل منظمة التجارة العالمية.
ولكن على خلفية تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت بروكسل تتحدث عن ضرورة تحسين العلاقات مع بكين.
وعشية قمة الاتحاد الأوروبي والصين، التي تصادف مرور 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية، فرضت بكين رسوما جمركية نهائية على واردات البراندي من الاتحاد الأوروبي.
ويبذل الطرفان مساعي لتسوية مجموعة من الخلافات بينهما، ومن أبرزها الرسوم الجمركية الأوروبية المشددة على السيارات الكهربائية الصينية والقيود المفروضة على بعض الشركات الأوروبية في الصين.
وتحتج الصين على إدراج شركات صينية، في حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا.
وكان مجلس الاتحاد الأوروبي قد صادق الجمعة الماضية على الحزمة الجديدة من العقوبات، والتي طالت 14 شخصية و41 كيانا قانونيا، من بينها 18 شركة مسجلة في الإمارات وسنغافورة وموريشيوس والصين والهند وأذربيجان.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جياكون، بأن التعاون الطبيعي بين الشركات الصينية والروسية لا يجب أن يخضع لأي تدخل أو تأثير خارجي.
ودعا المتحدث، الاتحاد الأوروبي إلى “الكف عن تقويض الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية دون أي أساس واقعي”، مؤكدا أن بكين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها بشكل حازم.
المصدر: RT