شؤون آسيوية – طهران / جنيف –
أكّد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر الإعلام الرسمي الإيراني، أنه سيلتقي يوم الجمعة 20 يونيو في مدينة جنيف مع وزراء خارجية كل من بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. ويأتي هذا اللقاء بناءً على طلب الدول الأوروبية الثلاث، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد في المنطقة، وخصوصًا بين إيران وإسرائيل.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الاجتماع الأوروبي الإيراني يأتي استجابة سريعة لدعوة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإطلاق “مبادرة تفاوضية صارمة”، تهدف إلى ضمان الاستخدام السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإعادة تفعيل المسار الدبلوماسي بديلاً عن التصعيد العسكري. وقد كُلِّف وزير الخارجية الفرنسي بقيادة هذه المبادرة بالتنسيق مع شركاء أوروبيين آخرين.
ومن المرتقب أن يُعقد اللقاء الوزاري بعد جولة تمهيدية داخل القنصلية الألمانية في جنيف، بحضور كايا كالاس، قبل انتقال الوزراء إلى اجتماع مشترك مع عراقجي.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن اللقاء يحظى بتنسيق مع واشنطن، رغم غياب تمثيل أمريكي مباشر فيه، وسط مخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر لـ”رويترز” إن الهدف الرئيس من المحادثات هو الحصول على ضمانات رسمية وقاطعة من الجانب الإيراني بأن برنامج طهران النووي سيظل مخصصًا للأغراض المدنية فقط، مع فتح المجال لحوار موسّع على مستوى الخبراء عقب انتهاء اللقاء الوزاري.
وتأتي هذه التحركات الأوروبية بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بدأت بهجمات إسرائيلية موسعة على أهداف إيرانية، تلاها رد إيراني بصواريخ استهدفت مناطق داخل إسرائيل. وفي ظل صمت أمريكي نسبي، يسعى الأوروبيون إلى لعب دور الوسيط النووي النشط، منعًا لتفجر الوضع بصورة شاملة.
الرئيس الفرنسي، من جانبه، شدّد على ضرورة وقف أي تصعيد عسكري لا علاقة له بالملف النووي الإيراني، داعيًا إلى إتاحة مهلة لإجلاء الرعايا الأوروبيين من مناطق التوتر، إذا استمر التصعيد. واعتبرت الرئاسة الفرنسية أن اللحظة تستدعي حراكًا دبلوماسيًا عاجلًا، يعيد التفاوض إلى الواجهة، ويجنّب المنطقة مزيدًا من الكوارث.
وفيما تتباين المواقف الأوروبية، أبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس دعماً للهجمات الإسرائيلية، ما أثار غضب طهران، بينما دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول القادة الإيرانيين إلى الجلوس لطاولة المفاوضات، مؤكدًا أن “الأوان لم يفت بعد”.
وفي حال نجح اجتماع جنيف، من المرجّح أن تعقبه جولة محادثات فنية على مستوى الخبراء لرسم خارطة طريق جديدة للبرنامج النووي الإيراني، وتوفير آلية رقابة صارمة تحظى بقبول دولي. أما إذا فشلت هذه المساعي، فيحذر محللون من مخاطر انهيار الاتفاقات النووية السابقة واتساع رقعة النزاع في المنطقة.
المصدر: مونت كارلو + الجزيرة نت