شؤون آسيوية – بكين –
قالت صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية اليوم الخميس في افتتاحية بعنوان (على الولايات المتحدة أن تتوقف فورا عن تزويد آلتها الحربية الشرق أوسطية بالزيت):
1// الوسائل الدبلوماسية لحل القضية النووية الإيرانية لم تستنفد بعد، والأمل في إيجاد حل سلمي ما زال موجودا. لا تستطيع القوة العسكرية أن تحقق سلاما دائما لذا يجب الالتزام بمفهوم الأمن المشترك لمعالجة المخاوف المعقولة لمختلف الأطراف.
2// إذا لم يشن الاحتلال الإسرائيلي هجمات فجأة على إيران لاستضافت سلطنة عمان الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية. من الواضح أنه ليس انهيار المفاوضات وإنما المغامرة العسكرية ما أدى إلى الصراع.
3// أثبتت الوقائع أن بذل الجهود السياسية والدبلوماسية هو السبيل الصحيح الوحيد لحل القضية النووية الإيرانية المستمرة لأكثر من 20 عاما، والإصرار على المواجهة والضغط وخرق الاتفاقيات الدولية لا يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور… لولا انسحاب أمريكا من الاتفاق الشامل النووي الإيراني، لما تدهور الوضع إلى حد اليوم.
4// من أفغانستان إلى العراق، أخبرنا التاريخ أن التدخل العسكري الأمريكي لم يأت قط بسلام دائم بل ترك دمارا شاملا وزرع بذور الحقد… فمنذ عام 2011 أنفقت واشنطن 8 تريليونات دولار على حرب “مكافحة الإرهاب الأمريكية” المزعومة التي أودت بحياة 800 ألف شخص وشردت 38 مليون آخرين.. أمريكا تتجه نحو حرب شرق أوسطية أخرى، لكن إيران ليست ليبيا أو العراق أو أفغانستان، لا داعي لأن يعيد التاريخ نفسه.
5// للولايات المتحدة ما يكفي من الوجود العسكري في الشرق الأوسط لدرجة أن تفوح رائحة البارود بقوة من المنطقة… ما تفعله الآن يمثل ممارسة “للضغط الأقصى” ويقوض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الإقليمي وينتهك الإنصاف الدولي حتى ولو قصدت اتخاذ إجراءات شكلية لإخافة طهران.
6// يتعين على الولايات المتحدة، بصفتها دولة لها تأثير خاص على الكيان الإسرائيلي، أن تلتزم بموقف ينم عن العدل والموضوعية وتتحمل مسؤوليتها لتهدئة التوتر وأداء دور بناء في تجنب اتساع نطاق الصراع… نزيف الدم في غزة ما زال مستمرا، واللاجئون السورية لا يزالون يعيشون حياة التشرد، لذا لا تحتمل المنطقة حربا مفروضة أخرى.
7// إذا أرادت الولايات المتحدة بصدق حل الصراع سلميا فلترسل إشارة إيجابية أكثر وضوحا في قضايا الشرق الأوسط وتكف عن تزويد آلتها الحربية بالزيت وتتصرف كدولة كبرى تسهم في وقف القتال وتعزيز محادثات السلام بدلا من أن تزيد من تعقيد المشكلة أو تصبح جزءا منها.
