
شؤون آسيوية – باريس –
أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال زيارته إلى فرنسا ولقائه مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي جان-نويل بارو، على أهمية تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الصين وفرنسا والعمل المشترك كقوتين داعمتين للاستقرار والانفتاح والشمول والوحدة في عالم يشهد تغيرات متسارعة واضطرابات متزايدة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع بارو، أشار وانغ يي، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى أن البلدين أجريا محادثات بناءة وترأسا الاجتماع السابع لآلية الحوار الصيني-الفرنسي رفيع المستوى بشأن التبادلات الشعبية، حيث توصلا إلى توافقات مهمة حول العلاقات الثنائية والعلاقات الصينية-الأوروبية، بما في ذلك خطط جديدة للتعاون الثقافي والتعليمي.
وشدد وانغ على أن الصين وفرنسا، باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، تتحملان مسؤوليات خاصة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ودعا إلى التمسك بالمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة، والاعتماد على روح الاستقلالية التي أرست أسس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما أكد أن الحوار والتشاور يمثلان السبيل الأمثل لحل النزاعات الدولية، مشيراً إلى استعداد الصين للعمل مع فرنسا لإيجاد حلول سياسية لقضايا ساخنة مثل الأزمة الأوكرانية والوضع في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعرب، خلال لقاءه وانغ، في وقت سابق، في قصر الإليزيه، عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات، مشيداً بالتوافق الواسع بين البلدين بشأن مناصرة التعددية واحترام القانون الدولي. كما أشار إلى أن فرنسا والصين تتحملان مسؤوليات مضاعفة في ظل تنامي حالة عدم اليقين عالمياً، داعياً إلى تعزيز تنسيق السياسات لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية، وتعزيز الحوكمة العالمية.
وأكد ماكرون أهمية بناء علاقة اقتصادية وتجارية أكثر توازناً بين الجانبين، ورحب بالمزيد من الاستثمارات الصينية في فرنسا، معبراً عن أمله في زيارة الصين في الوقت المناسب. من جانبه، نقل وانغ تحيات الرئيس شي جين بينغ إلى ماكرون، وأكد حرص الصين على تنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين، والاستعداد للتبادلات رفيعة المستوى المقبلة.
وفي معرض حديثه عن الشراكة الاقتصادية، شدد وانغ على أن بعض الدول الكبرى تلجأ إلى تسليح الرسوم الجمركية وتحويل التعاون الاقتصادي إلى قضايا أمنية، وهو ما يعطل سلاسل الإمداد العالمية. وقال إن التاريخ أثبت أن بناء الحواجز لا يعزز القدرة التنافسية، داعياً إلى تعزيز الانفتاح والتكامل. وأضاف أن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الفرنسية عالية الجودة وتشجع الشركات الصينية على الاستثمار في فرنسا، متمنياً أن يواصل الجانب الفرنسي توفير بيئة أعمال عادلة وغير تمييزية.
وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على تعميق التعاون في مجالات تقليدية مثل الطاقة النووية والطيران، بالإضافة إلى استكشاف مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء والتكنولوجيا الحيوية. كما لفت إلى أهمية تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية، مشيراً إلى البيان المشترك الصادر عن الاجتماع السابع لآلية الحوار الثقافي، والذي يتضمن خططاً لزيادة أعداد الطلاب الفرنسيين في الصين ومضاعفة حجم التبادلات الشبابية خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلى جانب برامج مشتركة لتدريب القادة الشباب.
وفي الشأن المتعدد الأطراف، شدد وانغ على أن الصين وفرنسا تعملان معاً لدعم النظام الدولي الذي تقوده الأمم المتحدة، خصوصاً مع حلول الذكرى الثمانين لتأسيسها، ودعا إلى اغتنام هذه المناسبة لتعزيز التعددية ومواجهة أحادية الهيمنة والمواجهة بين التكتلات. كما أكد أن الصين تدعم الاستقلالية الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي وترحب بالدور الفرنسي في هذا المسار، مبدياً استعداد بلاده للعمل مع فرنسا لدفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي نحو المزيد من الاستقرار والنمو المتبادل.
واختتم وانغ بالقول إن الصين ترى في العلاقات الصينية-الفرنسية ركيزة مهمة لتعزيز عالم متعدد الأقطاب قائم على الشراكة والانفتاح والاحترام المتبادل، مضيفاً أن على الجانبين مواصلة التعاون من أجل مستقبل مشترك أكثر عدلاً واستدامة للبشرية جمعاء.
المصدر: شينخوا