
شؤون آسيوية – غزة –
أكدت مصادر مصرية مساء أمس (الجمعة) أن مصر وقطر تكثفان جهودهما الدبلوماسية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، بعد أن تسلم الوسطاء رداً “إيجابياً” من حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار.
ونقلت قناة ((القاهرة الإخبارية)) عن مصادر مطلعة أن القاهرة شرعت في اتصالات وتحركات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية، بهدف بلورة صيغة نهائية لاتفاق يُمهّد لوقف القتال في القطاع، الذي يشهد منذ أشهر تصعيداً عسكرياً متواصلاً خلّف دماراً واسعاً وأزمة إنسانية خانقة.
المصادر المصرية أكدت أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، مشيرة إلى أن الاتصالات التي تجريها القاهرة ستشمل التنسيق مع إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والجهات الراعية الأخرى، بهدف الدفع نحو صيغة متوازنة تُحقق تهدئة فورية، وتفتح الباب أمام تسوية شاملة تنهي الحرب وتعيد الاستقرار إلى القطاع.
وأكدت القاهرة أن دورها كوسيط لن يتوقف عند مجرد نقل الرسائل، بل سيشمل العمل على تذليل العقبات وتقديم مقترحات عملية لتجسير الفجوة بين الطرفين، بالتعاون الكامل مع الشركاء في الدوحة وواشنطن.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان رسمي أنها أنهت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية بشأن المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء، وأكدت أنها سلمت ردها الرسمي الذي وُصف بـ”الإيجابي”.
وقالت الحركة في بيانها: “أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت بتسليم الرد للإخوة الوسطاء، والذي اتسم بالإيجابية”، مضيفة أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار”.
ويبدو أن هذا الموقف يعكس رغبة حماس في التفاعل مع المبادرات السياسية المطروحة، بعد أشهر من القتال المتواصل والضغوط الميدانية والإنسانية، مع تمسكها في الوقت نفسه بثوابت تتعلق بالمساعدات الإنسانية ورفع الحصار وإعادة الإعمار.
وفي تفاصيل الرد، نقلت وكالة ((شينخوا)) الصينية عن مصدر فلسطيني مطّلع على المفاوضات، أن حماس لم ترفض المقترح، بل أبدت موافقتها العامة عليه، وطلبت إدخال بعض التعديلات “الطفيفة” على النص المقترح، والذي يستند إلى مبادرة تقدم بها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط.
وأضاف المصدر أن التعديلات تركزت بشكل أساسي على الجانب الإنساني، حيث طالبت الحركة بضمان تدفق كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، بما يضمن استمرار تشغيل المستشفيات والمخابز وتوفير الخدمات الأساسية، مؤكدة ضرورة أن يتم ذلك من خلال منظمات محايدة وذات مصداقية دولية، مثل الأمم المتحدة، والهلال الأحمر، والوكالات الإغاثية الأخرى المعترف بها.
كما أشار المصدر إلى أن حماس أعربت عن انفتاحها لمناقشة الآليات الفنية المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بالنقطة الثانية من المقترح التي تدعو إلى انسحاب تدريجي إلى خطوط 2 مارس. وأوضح أن الحركة لا تعارض التعديلات الجزئية على هذه النقطة، لكنها تطالب بتفصيل هذه الآلية خلال المفاوضات غير المباشرة التي من المنتظر أن تُستأنف في حال تمت الموافقة على الاتفاق.
وفيما يخص الجانب الزمني، أوضح المصدر أن حماس لا تتمسك بمدة محددة للمفاوضات (30 أو 60 يوماً)، بل ترى ضرورة استمرار الحوار حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الحرب بشكل كامل، وهو ما يعكس مرونة نسبية في موقفها دون التنازل عن القضايا الجوهرية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، أنها وافقت على المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء، ويتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يشمل تبادلاً للأسرى والرهائن مع حماس، وإدخال مساعدات إنسانية، وترتيبات ميدانية تُمهد لمرحلة تفاوضية أكثر شمولاً.
وجاء هذا التطور في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن بلاده تواصل العمل مع شركائها الإقليميين، لا سيما قطر ومصر، من أجل إنهاء القتال وتحقيق تسوية طويلة الأمد في غزة.
المصدر: شينخوا